شَهِد مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخبر، نجاح علاج مريض في العقد الرابع من العمر، يعاني من انسداد في الشريان السباتي الدماغي وبدون تدخل جراحي؛ وذلك عبر وحدة القسطرة التداخلية بالمستشفى. ذكر ذلك الدكتور حسام الجهني استشاري جراحة المخ والأعصاب رئيس الفريق الطبي المعالج والحاصل على البورد والزمالة الكندية في جراحة المخ والأعصاب وقسطرة وجراحة الأوعية الدماغية.
وأضاف أن المريض وصل المستشفى وهو يعاني من ضعف في الكلام وصعوبة في المشي؛ الأمر الذي أثّر على قدرته في ممارسة المهام اليومية الاعتيادية؛ مفيدًا بأنه تم إجراء حزمة من الفحوصات المخبرية والرنين المغناطيسي (M.R.I)، بالإضافة إلى خضوعه لقسطرة تشخيصية.
وقال إنه بعد دراسة الفريق الطبي المعالج لكل النتائج، تم اتخاذ القرار بالتدخل العلاجي العاجل غير الجراحي، عبر وحدة القسطرة التداخلية الدماغية؛ وذلك للحيلولة دون إصابته بمزيد من المضاعفات المتمثلة في حدوث الاحتشاء التام بالفص السائد في الدماغ، والذي قد يؤدي إلى فقدان الذاكرة والقدرة على الكلام والخطورة على الحياة لا سمح الله.
وأضاف أن التدخل العلاجي بالقسطرة استغرق ساعتين، وتم فيه فتح انسداد الشريان السباتي عبر تركيب أحدث الدعامات القلبية، التي أصبحت تُستخدم حديثًا في الشرايين الدماغية. وقد بدأ الإجراء باستخدام قسطرة دقيقة تحوي في طرفها بلونة صغيرة استُخدمت لفتح الشريان المنغلق بقاع الجمجمة وتوسيعه جزئيًّا، ليتبع ذلك مباشرة وضع دعامة دائمة في الشريان للعمل على منع والحد من تكرار السكتات الدماغية لا سمح الله؛ وذلك في خطوة حديثة ومتكاملة للعلاج بالأشعة التداخلية.
وعن حالة المريض قال الدكتور "الجهني" إن التدخل العلاجي بالقسطرة تكلل بالنجاح التام؛ حيث نُقِل المريض إلى وحدة العناية المركزة (I.C.U)، للاطمئنان عليه ومراقبة علاماته الحيوية على مدار الساعة، وقد اتضح تحسنه منذ اليوم الأول للعلاج؛ مشيرًا إلى أنه تم نقله لجناح التنويم بعد 24 ساعة من العلاج، وخرج إلى منزله باليوم الثالث، وقد انتهت لديه كل الأعراض السابق ذكرها، وتحسنت لديه القدرة على الكلام والحركة وأصبح بإمكانه ممارسة مهامه الاعتيادية.
وأشار الدكتور حسام الجهني في ختام حديثه، إلى أن تقنيات القسطرة القلبية والدماغية المتوفرة بمستشفيات مجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية، تُعد آخر ما تَوصل إليه الطب الحديث لعلاج مثل هذه الحالات، والتي تُجَنب المرضى الطرق التقليدية المتبعة لعلاج جراحات المخ، وما قد يصاحبها من مضاعفات صحية.