تخوض فِرَق الإنقاذ، اليوم الاثنين، سباقًا مع الزمن للعثور على ناجين بين الأنقاض، بعد أكثر من 48 ساعة على الزلزال الذي خلّف أكبر عدد من الضحايا في المغرب خلال أكثر من 6 عقود؛ إذ تجاوز عدد القتلى 2100 جراء الكارثة التي دمرت قرى في جبال الأطلس.
وانضمت فِرَق إنقاذ من إسبانيا وبريطانيا لجهود البحث عن الناجين من الزلزال الذي وقع على بُعد 72 كيلومترًا جنوب غربي مدينة مراكش في وقت متأخر من يوم الجمعة، وبلغت قوته -حسب تقديرات- 7.2 درجات؛ بحسب مقياس ريختر.
وقضى كثيرون من الناجين ليلة ثالثة في الخلاء، بعد أن تهدمت منازلهم أو أصبحت غير آمنة بسبب أعنف زلزال هز المغرب منذ عام 1900 على الأقل.
وذكر التلفزيون الحكومي في وقت متأخر أمس الأحد، أن محصلة القتلى بلغت 2122؛ بينما بلغ عدد المصابين 2421، وفق ما نقلته "سكاي نيوز عربية".
وفي قرية تافجيغت، وصف "حميد بن هنا" كيف توفي ابنه البالغ من العمر 8 سنوات تحت الأنقاض، بعد أن ذهب لإحضار سكين من المطبخ؛ بينما كانت العائلة تتناول العشاء، ونجت العائلة.
وكان الناس ينتشلون ممتلكاتهم من بين أنقاض منازلهم ويسردون حكايات يائسة ويحفرون بأيديهم للبحث عن أقاربهم.
وتدريجيًّا بدأ يظهر تأثر التراث الثقافي في المغرب بالزلزال؛ حيث تضررت المباني في المدينة القديمة بمراكش المصنفة على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).
كما ألحق الزلزال أضرارًا كبيرة بمسجد تينمل التاريخي الذي يعود للقرن الثاني عشر والواقع في منطقة جبلية نائية قرب مركز الزلزال.
ونشر المغربُ الجيشَ في إطار تعامله مع الزلزال، وقال إنه يعزز فِرَق البحث والإنقاذ، ويوفر مياه الشرب ويوزع الأغذية والخيام والبطاطين.
وذكر التلفزيون الحكومي أمس الأحد أن الحكومة ربما تقبل عروضًا بالمساعدة من دول أخرى، وستعمل على تنسيقها إذا اقتضت الحاجة؛ حيث وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- بتسيير جسر جوي لتقديم المساعدات الإغاثية المتنوعة، للتخفيف من آثار الزلزال على الشعب المغربي.
ووجّه رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان "بتسيير جسر جوي لنقل مساعدات إغاثية عاجلة إلى الأشقاء المتضررين من الزلزال الذي ضرب بعض مناطق المملكة المغربية الشقيقة وتقديم مختلف أشكال الدعم"، كما وجّه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بإرسال مساعدات عاجلة وفِرَق إنقاذ لمواجهة تَبِعَات الزلزال الذي ضرب المغرب.
وقالت وكالة الأنباء الكويتية (كونا): إن أمير البلاد نواف الأحمد الجابر الصباح، أمَر الحكومة بتجهيز كل المستلزمات الإغاثية اللازمة للمغرب، كما قالت وكالة الأنباء العمانية إن السلطان هيثم بن طارق آل سعيد أمَر بإرسال فِرَق إنقاذ ومساعدات إغاثية وعلاجية عاجلة إلى المغرب.
وذكرت بريطانيا أنها أرسلت 60 متخصصًا في البحث والإنقاذ وأربعة كلاب، الأحد؛ فضلًا عن فريق تقييم طبي مكون من أربعة أفراد، وقالت إسبانيا إنها تَلَقّت طلبًا رسميًّا من المغرب أمس الأحد للمساعدة؛ فيما تُعَد فرنسا من بين الدول التي عرضت المساعدة، وقالت أمس الأحد إنها على استعداد للمساعدة وتنتظر طلبًا رسميًّا من المغرب.