إنه يوم الأحد من منتصف العام 1395هـ، وهو وقت وصول رحالة نمساوي وزوجته في رحلته الثانية إلى ميناء جدة الإسلامي في رحلة علمية استكشافية، استغرقت 8 أشهر للوصول. ويعد هذا الرحالة من أوائل الملاحين الذين طافوا العالم في يخت صغير. وقد زار السعودية للمرة الثانية، ووصفها بأنها تتطور بشكل كبير.
وفي سلسلة من ذاكرة السعودية يروي الباحث عبد الله العمراني لـ"سبق" قصة وصول الرحالة وزوجته التي كانت تدرس سلوك الأسماك والأحياء البحرية، وأسباب سفره للسعودية، وذلك من خلال ما نشرته الصحافة السعودية في ذلك الوقت. وقد استغرق الاستعداد للرحلة أكثر من عام لمعرفة الطرق الذي يسلكها؛ لأن الرحلة البحرية تحتاج لمعرفة الطريق جيدًا، وكذلك أحوال الطقس.
وتابع: بدأ رحلته في شهر أغسطس من عام 1974م من ميناء تيريستا بإيطاليا، وأخذ طريق بحر الأدرياتيك، وعبر أرخبيل الجزر اليونانية، وأبحر بالبحر الأبيض المتوسط حتى وصل إلى ميناء بورسعيد، ثم عبر قناة السويس، وكانت أول سفينة أجنبية تعبر القناة قبل عودتها للملاحة، ثم وصل إلى ميناء جدة الإسلامي.
وأضاف: اكتشف الرحالة في ذلك الوقت أن أقرب مسافة بحرية بين دولتين في البحر الأحمر هي بين السعودية والسودان، واكتشف أيضًا في الرحلة أكثر من 25 نوعًا من الأسماك، هي (أسماك البهار والقطرين والشعور والناجل والبياض والكشر والعيصمود والدرار والثمد والسمل والسيجان والقاص والعربي). مبينًا أن أسماء هذه الأسماك هي أيضًا التي تعرف بها في السعودية.
وقال عن رحلته التي استغرقت 8 أشهر للوصول إنه كان يأكل السمك الطازج، ويحمل معه جميع أدوات الغوص وآلات التصوير تحت الماء. وقد زوَّد في رحلاته السابقة الوسائل الإعلامية العالمية كافة ببعض الأفلام السينمائية، وكان ينوي استكمال التصوير في أعماق البحر الأحمر الذي وصف شواطئه بالجميلة.
وعن أسباب رحلته كشف قائلاً: إنه متعاون مع وزارة الزراعة والمياه والثروة السمكية، ويرغب في تصوير بعض الأفلام السينمائية، ودراسة سلوك بعض الأسماك والأحياء البحرية في البحر الأحمر.
وتابع: قمت برحلة بحرية للسعودية في عام 1968م، ولاحظت أن السعودية تتغير كل شهر، ووجدت خلال زيارتي الحالية (يقصد بها عام 1395هـ) أن التقدم يجري بشكل كبير في السعودية في كل المجالات؛ وهو ما أثار إعجابي لهذا التقدم سريع الخطى في كل شيء؛ فالتقدم يزداد يومًا بعد يوم بخطوات كبيرة.