"الكذبة المدوية" وحد الضحك .. سواليف "أردوغان" والسعودية التي لو أرادت أوجعت

محاولة لشق الصف فشلت مع أول تحرُّك للمملكة .. ماذا ينتظر ممَّن شبّه نفسه بالنبي؟!
"الكذبة المدوية" وحد الضحك .. سواليف "أردوغان" والسعودية التي لو أرادت أوجعت

كعادة السيد "أردوغان" ينتهز الفرص لتقديم نفسه قائداً للعالم الإسلامي ومناصراً لقضايا المسلمين في شتى الأمصار؛ فهو ذكي حد العبقرية باستغلال الأحداث ومحاولة سحب خصومه لملعبه؛ لكنه غبي حد الضحك عندما تتصادم أقواله مع الواقع المعاش ومنطق السياسة، وهذا يظهر في لقاءاته الصحافية التي لطالما كانت شاهداً على براغماتية شخصيته.

فخرج بالأمس مُطلقاً إحدى أشهر أكذوبات هذا العام وربما نافست أكاذيب العام المقبل ودخلت موسوعة "غينيس"، فصدق عليها قول الشاعر الكبير مصلح بن عياد؛ في بيته الشهير: "بعض السوالف لبسوها شراعي .. مقعادها في بيت أهلها جميلة"، فبعدما فشلت "قمة الضرار" وتراجعت باكستان وإندونيسيا وأثّر ذلك في نفسيته بدا متخبطاً في ألفاظه قائلاً -بكل صفاقة-، إن السعودية هدّدت باكستان بإرسال ٤ ملايين عامل باكستاني إلى وطنهم وتوظيف ما يقابلهم من بنجلاديش، وسحب ودائعها لدى البنك المركزي الباكستاني، في حال لم تنسحب إسلام أباد من قمة كوالالمبور الإسلامية.

هذه الكذبة المدوية كان صداها قد تردّد وتناقلتها الصحف نقلاً عن وكالة "الأناضول التركية"، لكنه تناسى أنه على أرض السعودية يعيش آلاف العمال الأتراك ينخرطون في سوق الحلاقة وبعض المهن والمطاعم وبعضهم قضى سنوات عمره في هذا البلد الذي يعيش بين ظهرانيه عشرات الجنسيات مُرحباً بهم ولم تعاملهم السعودية وفقاً لسياسات بلادهم، وهذه العمالة التركية تُنعش اقتصاده المتهاوي وتعاملهم السعودية مثل بقية الوافدين لم تُسفرهم ولم تُضيق عليهم في رزقهم رغم تكسُّب رئيسهم ومحاولة تشويه السعودية منذ أشهر ليست بالقليلة مع إعلام تركي حاقد يدفع نحو التصعيد تجاه السعودية كذباً وتزويراً للحقائق ومناكفات هدفها التشويش على الحضور السعودي في المحافل الدولية.

فمن شبّه نفسه بالرسول -صلى الله عليه وسلم- وظن أن له الكرامات والمعجزات لا يظن أنه يتورع عن التربح من الكذب، فهو سياسياً بدرجة "حكاواتي" فذكر بعد الانقلاب المزعوم: "وصلت إلى دالمان فى ولاية موغلا وفوجئت أن الانقلابيين سبقونا، وبحثوا عني داخل طائرتي لكن حدث شيء غريب جداً، دخلوا طائرتي ثم خرجوا منها وكأنه لا يوجد أحدٌ بداخلها، مثلما حدث مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر في غار حراء".

ولعل السياق التاريخي يدحض ما ذكره من ضغوط سعودية على باكستان لتتراجع عن القمة، فالعلاقة السعودية - الباكستانية أكبر من أيّ تهديدات، والسعودية في سياساتها الخارجية لا تتعامل مع الخصوم قبل الحلفاء بالرعونة ومحاولة ليّ اليد مثلما يعمل هو مع أعدائه، ولو انتهجت السعودية هذه السياسة سيكون أول المقصودين هم العمالة التركية بلا شك؛ لكن أدبيات السياسة السعودية تجعلها لا تنزع منزع الجلافة والتهور على العكس؛ بل هي تدير ملفاتها بالحكمة والنفس الطويل ولو ضربت أوجعت.

فولي العهد استهل زيارته الآسيوية من بوابة إسلام أباد، وهذا له دلالته الرمزية ولما تعكسه هذه الزيارة من علاقة أخوية بعيداً عن لغة المال، فالمواقف السعودية - الباكستانية تتحدث عن أخوة تاريخية ومصير محتوم ومواجهة للتحديات، فالبلدان يتقاسمان الهَم، ولو افترضنا أن السعودية ضغطت على باكستان، فما سر إحجام "إندونيسيا"؟ هل مُورست عليها الضغوط كذلك؟ لكن حسبما يراه مراقبون أن القمة أرادت تشكيل محور إسلامي جديد يلتف على "منظمة التعاون الإسلامي"، في محاولة لشق الصف، لكنها فشلت مع أول تحرُّك سعودي وماتت القمة قُبيل انطلاقها، وهذه رسالة أنه لا قمة دون حضور السعودية حاضنة الحرمين الشريفين، ومَن دعمت القضايا الإسلامية وعلى رأسها قضية فلسطين دون متاجرات في أسواق السياسة مثلما تفعل تركيا وإيران.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org