أشاد عضو مجلس الشورى الدكتور ناصر بن علي الموسى بتوجيه وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ، بإعداد دراسة علمية توثيقية تقويمية شاملة للتعليم عن بُعد في التعليم العام والتعليم الجامعي أثناء تعليق الدراسة بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.
وأكد "الموسى" أن هذا التوجيه يأتي في إطار العمل الكبير الذي قامت به المنظومة التعليمية بكامل مكوناتها في تطبيق التعليم عن بعد، والذي ينسجم مع الجهود الجبارة التي بذلتها وما زالت تبذلها المملكة قيادةً وحكومةً وشعبًا في سبيل التصدي لهذه الأزمة، والتي بموجبها حققت نجاحات عظيمة بهرت بها العالم كله.
وأبان الموسى أنه حتى يكون التقويم أكثر موضوعية، وأكبر مصداقية، وأعظم موثوقية، ولكي يحظى بقبول أوسع لدى شرائح المجتمع المعنية، فإنه يتعين أن تقوم بإجراء الدراسة المقترحة جهة أخرى محايدة غير المركز الوطني للتعليم الإلكتروني، وذلك لسبب بسيط هو أن المركز يعد جزءًا لا يتجزأ من المنظومة التعليمية، وهو نفسه ينبغي أن يكون مشمولاً بعملية التقويم، بل وحتى هيئة تقويم التعليم والتدريب، وهي صاحبة الاختصاص الأصيل في مجال تقويم التعليم لا بد أن تدخل ضمن الجهات التي تستهدفها الدراسة.
وعلى هذا الأساس، قال الموسى: إنني أقترح أن توكل مهمة إجراء هذه الدراسة لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بحكم أنها هي المعنية بالعلوم والتقنية والبحث والتطوير والابتكار، وتمتلك إمكانات هائلة، وبإمكانها الاستعانة ببيوت خبرة متخصصة محلية وعالمية، وبالذات في مجال التعليم والتقويم والقياس والتشخيص.
وذكَّر الموسى بالقرار الذي صدر عن مجلس الشورى أخيرًا، ونص في بنده رابعًا على ما يلي: "على المدينة – بالتعاون مع وزارة التعليم –العمل على تطويع منظومة البحث والتطوير والابتكار؛ لتطوير التعليم - بمستوياته المختلفة – في المملكة"، ولا يختلف اثنان على أن التوثيق والتقويم هما أساس التطوير في العملية التعليمية.
واختتم الموسى حديثه مشددًا على ألا تكتفي الدراسة المقترحة بالتوصيات البحثية، وإنما تعمل على تحويلها إلى مشروعات تطويرية في مجال التعليم عن بعد، بحيث يقوم كل مشروع على خلفية علمية، ومرتكزات أساسية، وأهداف إستراتيجية، ورؤية واضحة، ورسالة فاعلة، وفئات مستهدفة، وآليات تنفيذ محكمة، ومؤشرات قياس أداء كمية ونوعية، وميزانية تفصيلية كافية، وأطر زمنية محددة، أخذًا في الاعتبار أن التعليم عن بعد قبل أزمة كورونا وفي أثنائها سوف يكون مختلفًا تمامًا بعدها.