الصوم.. يوقف الهضم لكنه لا يعطل التغذية.. وهذه فوائده لكل أعضاء الجسم

التشريح أثبت عدم تأثيره عليها.. وتحتفظ بأحجامها الطبيعية
الصوم.. يوقف الهضم لكنه لا يعطل التغذية.. وهذه فوائده لكل أعضاء الجسم

تختزن أعضاء الجسم الغذاء والفيتامينات والمعادن في صور يمكن الاستفادة منها، وقت التعرض للحرمان من تناول الطعام، سواء بالجوع أو الصوم أو الظروف المرضية، ويوضح الدكتور شيلتون في كتابه "التداوي بالصوم" أنه في كل عضو من أعضاء الجسم وفي كل خلية من خلاياه يوجد ما يمكن اعتباره مخازن خاصة لادخار الغذاء؛ فالكبد والعضلات على سبيل المثال تدخران كميات من الجلوكوجين (مُوَلِد السكر)، وادخار أعضاء الجسم لكميات من الغذاء مسلك صحي يجري بفعل قوانين الجسم الداخلية لحفظ توازن واستمرارية عملياته الحيوية، لكن خطورة الغذاء المختزن تبدأ عندما تتجاوز الكميات التي يحتاج الجسم إلى تخزينها الحدود المطلوبة فتؤدي عمليات التراكم إلى زيادة في الوزن تضر الجسم وتصيبه بالأمراض العديدة، وهنا تتضاعف فوائد الصوم بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن عن نظرائهم الذين يتمتعون بأوزان صحية.

ولفهم طريقة عمل الصوم في إفادة الجسم يجزم "شيلتون" بأنه من الخطأ الاعتقاد أن عملية تغذية الجسم تتوقف أثناء الصوم؛ إذ إن الذي يتوقف هو عمليات الهضم وليس عمليات التغذية، فأثناء الصوم تتغذى أعضاء الجسم على مدخراتها من المواد الغذائية، وتمد الجسم بكمية كافية من الطاقة مماثلة في الأغلب لكميات الطاقة التي يحصل عليها من الطعام في غير حالة الصوم، وخلال الصوم تبدأ الأعضاء في استهلاك مخزونها من الدهون والجلاكوجين ثم البروتينات دون تأثير على أعضاء الجسم أو اختلال لوظائفه الحيوية.

ويؤكد "شيلتون" أنه لا يمكن البتة أن يؤثر الصوم سلباً على أعضاء الجسم، مبيناً أن أحد الجراحين اكتشف من تشريح بعض جثث الموتى الذين اختلفت أسباب وفاتهم، أن فقدان الوزن الذي يتسبب فيه الصوم لا يؤثر على حجم أعضاء الجسم، ويظل الدماغ والقلب والرئتين وغيرها بأحجامهم الطبيعية، ويستثنى من ذلك الحالات المرضية التي يكون فيها العضو نفسه مصاباً بمرض ما، ويشير إلى معلومة مهمة هي أن الإنسان يستطيع مواصلة الصوم فترة تتراوح بين 30 إلى 80 يوماً بالاعتماد على مخزوناته من الغذاء، دون أن يؤدي ذلك إلى الإضرار بأي عضو من أعضاء الجسم.

وتستفيد كل أعضاء الجسم من الصوم من خلال النتائج التي تترتب على الظروف التي يضع فيها الصوم الجسم، فحينما لا يكون هناك عمل هضمي يحول الجسم بفعل الصوم الوقت المخصص للهضم في عملية تنظيف وتطهير عام له. ويوضح "شيلتون" أن الجسم خلال هذه العملية يفحص ويحلل مكونات مدخراته الغذائية، والجزء الذي يمكن استخدامه يرسل للاستهلاك كي يستفاد منه، أما العناصر الخطرة مثل السموم المختزنة في الدهون فيطرحها باستمرار إلى أن يتخلص منها، وبهذه الطريقة يستعيد الجسم حيويته بالصوم ويتخلص من الأضرار.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org