شكَّل الشعر العربي منذ القِدَم مرجعًا تاريخيًّا للحركة الإبداعية في أرض المملكة العربية السعودية، ووثيقة تاريخية بالغة الأهمية. ويهدف عام الشعر العربي إلى إحياء تاريخ الشعر العربي، وتعزيز حضوره في الحضارة الإنسانية، وإرساء قواعد ثرائه المستقبلي.
وتزخر السعودية بتاريخ ثقافي وأدبي عظيم، بدأ خلال خمسينيات القرن الماضي، وبلغ قمته خلال السنوات الأخيرة الماضية؛ إذ شهد تطورًا سريعًا ومزدهرًا.. وكانت تتنوع الفنون الأدبية التي تُميِّز السعودية، من بينها فن الشعر الذي ميَّز مسيرة الإبداع السعودي، وكان علامة فارقة في تاريخ السعودية.
وظل يتطور الشعر في السعودية حتى احتل مكانًا مهمًّا جدًّا في التاريخ الأدبي لشبه الجزيرة العربية؛ إذ تناول الأحداث السياسية والتاريخية والدينية والاجتماعية، ولم يترك ولو جزءًا إلا وتحدث عنه بشكل يصل إلى جميع فئات المجتمع السعودي.
ويُعدُّ الشعر العربي ديوان العرب، وعلمهم الذي لم يكن لهم علم أصح منه.. واستمر بعد تلك الحقبة فنًّا أدبيًّا بارزًا. وما يميز الشعر العربي أنه التزم بالوزن والقافية في مجمل أنماطه، وفي مختلف أجياله، وإن جاءت بعض المحاولات المعاصرة خالية من الوزن والقافية.
ومن الجدير بالذكر أن وزير الثقافة، الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، قد ثمَّن موافقة مجلس الوزراء على إطلاق اسم "عام الشعر العربي" على العام الجديد 2023م، بعد إطلاق عام الخط العربي وعام القهوة السعودية. ويعد ذلك احتفالاً عظيمًا بالقيمة المحورية للشعر، الموجودة في الثقافة العربية طوال تاريخ العرب.
ويتصدر الشعر العربي المحافل الأدبية.. وبهدف ترسيخ هذا المكون الحضاري تسعى المملكة العربية السعودية إلى جعله جزءًا من الحاضر في الحياة اليومية للثقافة العربية والسعودية؛ ومن هنا تقررت تسمية عام 2023 بـ"عام الشعر العربي".
وتتضمَّن أهداف عام الشعر العربي 2023 تعزيز مكانة الشعر العربي في ثقافة الفرد، وإثراء الإبداع الشعري المستدام والمتطور، وتسليط الضوء على قوة اللغة العربية، وعلى قيمتها الثقافية في الحضارة العربية، والاحتفاء بالشعر العربي المتعلق بإرث الجزيرة العربية، سواء كان التاريخي أو الثقافي، إضافة إلى الشعر العربي المعاصر، وتشجيع جميع أفراد المجتمع على تذوق الشعر، والبحث في مخزون الشعر العربي وفي تاريخه، إضافة إلى التطلع لإنتاجات الشعراء المعاصرين.