أشار تقرير صدر مؤخراً عن ملتقى "أسبار" إلى أن رؤية المملكة 2030 تسعى لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين قطاع الصحة وجعله أفضل على مستوى العالم، من خلال جمع البيانات واستخدامها لدعم اتخاذ القرارات وتطوير الخدمات المقدمة للمواطنين.
وتوقع التقرير ازدهار تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي السعودي بشكل متسارع في السنوات القادمة، مع إطلاق المزيد من المبادرات الحكومية والخاصة لتعزيز هذا المجال ورفع مستوى الخدمات الصحية في ظل رؤية المملكة 2030.
وتناول التقرير الذي صدر تحت عنوان "الذكاء الاصطناعي والرعاية الصحية في المملكة.. ثورة المستقبل لصحة أفضل"، وشارك فيه نخبة من الخبراء والمختصين ضمن حوار قضية الأسبوع في الملتقى أعد فيها الورقة الرئيسة الدكتورة أماني البريكان، وعقب عليها كل من الأستاذة الدكتورة سلوى الهزاع، والدكتور فهد اليحيى، والدكتور سعد الحزامي، وأدار الحوار حولها الدكتورة عبير برهمين، تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية، وأهم التحديات التي تواجه تطبيقه، والفرص المتاحة لتحسين قطاع الصحة من خلال استخدام تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي.
واستعرض التقرير أهم مجالات تطبيق الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي بالمملكة مثل التشخيص المبكر للأمراض، وتحديد طرق العلاج المثلى ومساعدة الأطباء في اتخاذ القرارات العلاجية وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمرضى.
وذكر التقرير أهم مجالات تطبيق الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية بالمملكة تتمثل في التشخيص المبكر للأمراض من خلال تحليل الصور الطبية ونتائج الفحوصات باستخدام الرؤية الحاسوبية والتعلم الآلي.
كما يمكن استخدامه في تحديد طرق العلاج المثلى لكل حالة وفقاً لخصائصها ومساعدة الأطباء في اتخاذ قرارات العلاج عن طريق تقديم الخيارات المثلى.
ويضيف التقرير أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي أثبتت قدرتها على تحسين جودة الخدمات الصحية من خلال مساعدة المرضى على إدارة أمراضهم من خلال تذكيرهم بتناول الأدوية ومواعيد المتابعة الطبية والاستشارات عبر الإنترنت.
كما يمكنها مساعدة الفريق الطبي على تحليل كميات كبيرة من البيانات الطبية لاتخاذ قرارات سريعة ودقيقة.
وتطرق التقرير إلى أبرز التحديات التي تواجه تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية التي تتمثل في الجوانب التنظيمية والتشريعية المتعلقة بسرية البيانات الطبية وحماية خصوصية المرضى.
كما يوجد تحديات أخلاقية حول مسؤولية الأخطاء التي قد ترتكبها الخوارزميات والنماذج الطبية، وضرورة شفافية الخوارزميات وشرح كيفية اتخاذها للقرارات، بالإضافة إلى الحاجة إلى بناء ثقة الأطباء والمرضى في قدرات وإمكانات تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وعلى الرغم من التحديات، يرى التقرير أن هناك فرصاً كبيرة لتطوير قطاع الرعاية الصحية في المملكة من خلال استغلال تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث تسعى رؤية المملكة 2030 لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في جمع البيانات الطبية واستخدامها في دعم عمليات اتخاذ القرارات، كما تهدف إلى بناء قاعدة بيانات صحية واسعة تسهم في تطوير الأبحاث الطبية والخدمات المقدمة للمرضى.
كما أن الاستثمار المتزايد في مجال الذكاء الاصطناعي من قبل القطاعين العام والخاص يتيح فرصاً لتطوير الكثير من الحلول والتطبيقات الطبية الذكية القادرة على دعم قطاع الصحة وجعل المملكة مركزاً إقليمياً وعالمياً لتقديم أفضل الخدمات الطبية بمستويات عالمية.
وخلص التقرير إلى مجموعة من التوصيات شملت وضع إطار تنظيمي لحماية البيانات الطبية وتشجيع البحوث الطبية ذات الصلة، كما دعا التقرير إلى بناء القدرات الوطنية في مجالات مثل علوم البيانات الطبية، ومن بين التوصيات أيضاً تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص لتمويل الأبحاث وتطوير حلول في هذا المجال.