يؤكد الكاتب الصحفي فهد الأحمدي أن قطر أنفقت 220 مليار دولار، لكن ليس على كأس العالم فقط، بــل على تطوير الدولة ورفاهية الشعـب، حيث تم الإنفاق على البنية التحتية، والمرافق المدنية، والخدمات الإلكترونية، وبناء مدن جديدة بالكامل، نافيًا المزاعم بأن السعودية تفكر في استضافة منافسات كأس العالم 2030، كما تردد في بعض وسائل الإعلام.
كم صرفت قطر لتنظيم كأس العالم؟
وفي مقاله "كم صرفت قطر لتنظيم كأس العالم؟" بصحيفة "الاقتصادية"، يقول الأحمدي: "قبل وقت طويل من بـدء المنافسات سمعت أرقامًا فلكية متفاوتة من مصادر إعلامية مختلفة.. سمعت أرقاما تراوح بين 8 و26 مليار دولار، إلى 175 و200 مليار دولار!! يمكنك اختيار أي رقـم يناسبك لأن الفيفا لم يخترع طريقة لاحتساب تكاليف المنافسات الكروية.. أي رقم يمكن أن يكون صحيحًا لأنه سيعبر عن جزء واحد فقط من الحقيقة!!".
220 مليار دولار
ويعلق "الأحمدي" قائلًا: "كي نحصل على الجواب الصحيح يجب أن نطرح السؤال الصحيح ـ وهـو: كم صرفت قطر منذ إعـلان فوزها بتنظيم البطولة (قبل 12 عامًا) وحتى افتتاح البطولة قبل أسبوعين؟ في هذه الحالة يصبح الجـواب 220 مليار دولار.. وهذا الرقم دون شك كبير، وهائل، ويفوق كل المسابقات السابقة مجتمعة (ويبلغ عددها 20 منافسة).. يتفوق بأشواط على تكلفة المونديال الأخير في روسيا (11.6 مليار) والبرازيل قبلها (8.6 مليار) اليابان (7 مليارات) وأمريكا (5 مليارات)".
كيف أنفقت قطر 220 مليارًا؟
ويرصد "الأحمدي" بالأرقام، كيف أنفقت قطر 220 مليار دولار، ويقول: "هـذه الفروقات الشاسعة هي التي أوجدت فرصة جديدة لانتقاد قطر، وكان أسخفها مطالبتها بصرف هذه المبالغ على رفاهية شعبها، وكأن شعبها يعاني الفقر أو المجاعة.. الحقيقة هي أن قطر صرفت هذا المبلغ، ليس على كأس العالم، بــل على تطوير البـلد ورفاهية الشعـب.. صرفته على البنية التحتية، والمرافق المدنية، والخدمات الإلكترونية، وبناء مدن جديدة بالكامل.. الملاعب الجديدة كلفت 6.6 مليار دولار فقط، أما بقية المبلغ فصرفت على بناء مدينة لوســيـل (45 مليار دولار) وإنشاء شبكة المترو (36 مليار دولار) وتوسعة مطار حمد الدولي (16 مليار دولار) وتطوير ميناء الدوحة الرئيسي (7.6 مليار دولار) وتطوير منطقة وسط البـلد (4.5 مليار دولار) وبناء تجمعات اقتصادية جديدة (3.2 مليار دولار)... إلى آخر القائمة التي نشرتها وكالة بلومبيرج في نيويورك".
هذه المنشآت ستغير وجه قطر إلى الأبـد
ويضيف الكاتب: "هذه المنشآت (والبنى التحتية) ستبقى في قطر بعـد كأس العالم وستغير وجهها إلى الأبـد.. صحيح أنها خـدمت النسخة الحالية من المونديال، ولكنها في الأصل جـزء من رؤية قطر 2030 التي كان مقررا صرفها على أي حـال!!".
تكاليف الملاعب (6.6 مليار دولار)
كما يرصد الكاتب تكاليف بناء الملاعب فقط، ويقول: "في حال كنا منصفين وتحدثنا عن تكاليف بـناء الملاعب فقط (6.6 مليار دولار) سنكتشف أن قطر ستكسب 17 مليار دولار من تنظيمها الحالي لكأس العالم (بحسب ناصر الخاطر المدير التنفيذي للبطولة.. ورغـم أنه مكسب قياسي لم تحققه المنافسات السابقة؛ لا يقارن بالأرباح المعنوية والسمعة الدولية والنقلة السياحية التي ستكسبها قطر كنتيجة لاحقة وغير مباشرة لتنظيم البطولة".
السعودية لا تفكر في استضافة منافسات كأس العالم 2030
وينهي "الأحمدي" قائلًا: "من كل هذا ندرك أن الخدعة التي تمارسها وسائل الإعلام الدولية (بخصوص مبلغ الـ220 مليار دولار) هي عدم التمييز بين رؤية قـطـر 2030 ومنافسات كأس العالم 2022.. ومغالطة كهذه تشبه ادعاء أحدهم أن السعودية ستنفق 220 مليار دولار على تطوير مدينة الرياض (وهذا صحيح بالمناسبة كما أعلن في يناير 2021) لأنها تفكر في استضافة منافسات كأس العالم 2030، وهذا غير صحيح بالمناسبة".