كيف تغيّر السعودية وجه الرعاية الصحية حول العالم بـ "مستشفى في المنزل"؟!

كيف تغيّر السعودية وجه الرعاية الصحية حول العالم بـ "مستشفى في المنزل"؟!

يفتقر ما يقرب من نصف سكان العالم إلى القدرة على الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الكافية، في حين لا تزال تكاليف الإنفاق العالمي على الرعاية الصحية أعلى من 10% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وفقاً للأرقام الأخيرة.

وما يزيد من التفاقم المستمر في جودة الرعاية الصحية، المسافات الطويلة الباهظة في كثيرٍ من الأحيان بين المنازل والمستشفيات، والعجز الذي يلوح في الأفق بمقدار 10 ملايين عامل صحي متخصص بحلول عام 2030.

لكن في هذا السياق، تعمل المملكة العربية السعودية على تطوير مجموعة من الحلول المبتكرة والمتقدمة المدعومة بالتكنولوجيا والتي تعمل على تغيير وجه الرعاية الصحية يمكن اتباعه حول العالم، حيث تسعى لتحقيق طموحات لتقديم نظام رعاية صحية رائدة وسهل الوصول إليه وبأسعار معقولة.

وكمثالٍ مباشرٍ على ذلك، تم تحقيق تجربة "المستشفى في المنزل"، مع إنشاء أكبر مستشفى افتراضي في العالم، مستشفى صحة الافتراضي (SVH)، ومن خلال اتصاله بـ 170 مستشفى في السعودية، يقدّم المستشفى الافتراضي استشارات روتينية وإمكانية الوصول إلى الأطباء الذين يغطون 65 تخصصًا لـ 480.000 مريض سنويًا، على مدار 24 ساعة يوميًا، سبعة أيام في الأسبوع.

ونجح المستشفى الذي مرّت على تأسيسه فترة قصيرة، في تقليل مدة الإقامة في المستشفى بشكلٍ كبير، وعدد حالات إعادة القبول، وزيادة رضا المرضى بشكلٍ كبير، كما تمكّن من تقديم خدمات عن بُعد للناجين من الزلازل الأخيرة في سوريا وتركيا.

وأدّى هذا النهج المتطور للرعاية الصحية المدار افتراضيًا إلى إيجاد "مستشفى في المنزل" لملايين الأشخاص في المملكة العربية السعودية والمنطقة الأوسع، وهو أمرٌ بالغ الأهمية بشكلٍ خاص للاقتصادات سريعة التطور والتركيبة السكانية الاجتماعية.

ومع توقع زيادة عدد سكان المملكة بشكل كبير بحلول عام 2030، وبالنسبة لدولة تعد مساحتها ضخمة، فإن الرعاية الصحية الرقمية ستمكّن مزيداً من الناس من الوصول إلى الرعاية الصحية المتخصّصة - أينما كانوا.

وأصبح المستشفى السعودي الافتراضي مثالاً مناسباً حول العالم لتقليل التفاعلات الشخصية والضغط الهائل الذي يمكن ان تفرضه الجائحات مثل جائحة كورونا، وكذلك يعالج هذا النوع من المستشفيات ضغوط الرعاية الصحية الإضافية الناجمة عن تزايد عدد السكان، ومتوسط العمر المتوقع الأطول، والحاجة إلى التصرف السريع والإغاثة في حالات الكوارث الطبيعية، بغض النظر عن الموقع الجغرافي.

إن مشاركة النظام البيئي للرعاية الصحية السعودي ونشر التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي يجعلان المملكة مركزًا للشركات من جميع أنحاء العالم لتطوير أدوات الرعاية الصحية المتقدمة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org