على خطى الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة لتطوير الخدمات و"الأنسنة"؛ يبرز ما تبذله "أمانة الباحة" من جهد يظهر أثره في حجم المشاريع التنموية التي تنفذها والتي تفوق 427 مشروعًا في جميع محافظات وقرى المنطقة؛ سعيًا لتحقيق جودة الحياة وفتح آفاق جديدة من الاستثمارات بناءً على ميزاتها التنافسية كجزء من مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وأوضح أمين منطقة الباحة الدكتور علي السواط، لبرنامج "المشروع" الذي يقدمه عبدالله الأسمري عبر القناة السعودية؛ أن الباحة بمدنها المنتشرة بين سهول تهامة ومرتفعات السروات تعيش من سنوات في عمل مستمر لرفع جودة الحياة فيها، وقد رسمت أمانة المنطقة مفهومًا لتطوير المدن بالمنطقة يتوافق مع الهوية البصرية والعمرانية التي تمتاز بها المنطقة، والتي تجمع بين الإرث الحضاري والتراثي للباحة، وهذا من خلال أبرز تفاصيل مشاريع "أنسنة المدن" لتحويل الباحة ومدنها إلى واجهات حضارية مميزة وجاذبة للسكان والزوار، قادرة على تلبية شغفهم وتنمية مهاراتهم بخلق أسلوب حياة متوازن.
وبيّن "السواط" أن هذا يتم بزيادة أعداد الحدائق العامة في الأحياء والمجمعات السكنية، حدائق تتوفر بها كل حاجاته ليمارس نشاطاته البدنية والذهنية في أجواء آمنة تتوفر فيها أجهزة ممارسة الأنشطة الرياضية والجلسات العائلية، مع خلق تجارب سياحية رائعة في كل متنزّه من متنزّهات الباحة.
وأشار إلى أن التجارب وجدت نجاحًا كبيرًا؛ ومنها على سبيل المثال ممشى السحاب المعلق في متنزّه الحسام، وكذلك الممشى الزجاجي، بالإضافة إلى متنزّه الافندر برغدان، الذي يوفر فرصة فريدة لعشاق الاستجمام في أحضان الطبيعة.
وأكّد "السواط" أنه تم أثناء التخطيط للتنمية المستقبلية في الباحة مراعاة طبوغرافية المنطقة والحفاظ على الغابات والمناطق الزراعية والأدوية وقمم الجبال، وأنه عند الحاجة لإنشاء متنزهات وحدائق، أو مرافق بلدية؛ فإنه يتم التدخل بطريقة واعية حتى فيما يتعلّق بالطرق، وبدأنا بمعالجة لتطوير محوري طريق الملك سعود وطريق الملك فهد لتراعي حاجات المشاة.
وتطرّق "الأسمري" إلى مشروع تطوير منطقة سوق الخميس التاريخي بالباحة، الذي خلق مجموعة من الساحات المرتبطة ببعض عبر مجموعة من طرق المشاة كنموذج للمشاريع التي وجدت تفاعلًا كبيرًا من مجتمع الباحة، وساهمت بشكل كبير في توفير فرص استثمارية جديدة لرواد الأعمال والأسر المنتجة، وجذب رؤوس الأموال للمنطقة بحجم استثمارات يزيد على نصف مليار ريال.
وفي ختام الحلقة أكّد "الأسمري" أن نجاح هذا المشروع ينقل الباحة إلى منطقة تتفاعل مع إنسانها بشكل كامل وصحي، وقادرة على مساعدته في تطوير قدراته وتنمية مهاراته، منطقة تساهم بشكل كبير في توفير فرص هائلة ومتجددة للاستثمار فيها، بالإضافة إلى أن هذه المشاريع بالتأكيد ستسهم في تطوير سلوكيات الحياة وتهيئة مجتمعات حيوية مزدهرة.
