تتميز السعودية بوجود عديد من المحميات الطبيعية، والتي تُعزز الوعي بأهمية المحافظة على البيئة الطبيعية والنباتية والحياة الفطرية وتكاثرها، حيث تم تحديد هذه المحميات في المملكة بأوامر ملكية من الملك سلمان بن عبدالعزيز، وذلك في شهر يونيو 2018م.
وتضم مناطق ذات تنوع أحيائي وجيولوجي ومناخي خصصت لحفظ الموارد الفطرية، ومن بين تلك المناطق والمحميات الشهيرة في المملكة والتي جاءت بقرار ملكي كل من: "محمية الإمام عبد العزيز بن محمد، محمية الإمام تركي بن عبد الله، محمية الملك عبد العزيز، محمية الملك خالد، محمية الإمام فيصل بن تركي، محمية الملك سلمان، محمية الأمير محمد بن سلمان".
ويُذكر أن الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، قد أعلن في نهاية شهر أغسطس الماضي، اعتماد المحميات الملكية ضمن أهداف رؤية المملكة 2030م، والتي تركز على حماية الحياة الفطرية وأنشطة التشجير وتعزيز السياحة البيئية وتوفير فرص العمل.
وتستخدم المحميات الملكية 13.5% من إجمالي مساحة السعودية، كما أنها تُسهم في زراعة الأشجار في المملكة بما يزيد على 80 مليون شجرة بحلول 2030، ووفق هذه المستهدفات، ستقوم المحميات الملكية بحماية وإعادة توطين أكثر من 30 نوعًا من الحيوانات المحلية المعرضة للخطر والمهددة بالانقراض.
وتدرس المملكة في خطتها عدة مبادئ لحماية تلك المحميات من التلوث حفاظًا على نظافتها وصحة وسلامة الحيوانات بها، ومن بينها الآتي: "يمنع دخول المركبات لمناطق الغطاء النباتي في الأودية، إيجاد حلول للمخلفات التي يتم إزالتها من المحمية، إيجاد حلول متكاملة لإدارة النفايات في المحمية، التباحث حول تزويد التقنيات الحديثة لإدارة النفايات".
يُذكر أن مجلس المحميات الملكية، برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وعضوية كلٍ من: "الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبدالعزيز، الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز، الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف، الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز، الأمير بدر بن عبدالله بن محمد بن فرحان، ووزير البيئة والمياه والزراعة"، وذلك بالإضافة إلى اثنين من ذوي الاختصاص.
ومن المتعارف عليه أن المحميات الطبيعية عبارة عن منطقة جغرافية محددة المساحة تم تخصيصها للمحافظة على الموارد البيئية المتجددة من ثروات حيوانية ونباتية مثل أشجار ونباتات وزهور البنفسج وغيرها، وتطبيق النظم الجيدة لاستغلالها، ويتم الإشراف عليها من قِبل جهات رسمية في الدولة.
ومن أبرز المحميات الطبيعية في السعودية الآتي: "حرة الحرة، الوعول، الطبيق، جزر فرسان"، وحرة الحرة الطبيعة جزء من محمية الملك سلمان الملكية، وهي تقع شمال غرب المملكة مع الحدود الأردنية.
وهي أول محمية طبيعية في السعودية تم إنشاؤها عام 1987م، وتمتد المحمية على مساحة 13775 كيلو متر مربع، وتتكون محمية من سهل صحراوي وهضبات من الصخور البركانية التي تكثر فيها الصخور البازلتية السوداء، ويوجد بها عدد كبير من الحيوانات ومن بينها: "الذئب العربي، والظبي الريم، والغزال الرملي، والغزال العربي، والقط الصحراوي والثعلب".
ويكثر بـ"حرة الحرة" الطيور ومن أنواعها طيور الحبارى والعقاب الذهبي والكراون والزقزاق وأنواع كثيرة من القنابر، كما أنها مركز لإعادة توطين النعام، والمها العربي.
أما عن محمية الوعول فهي تقع في المنطقة الوسطى غرب حويطة بني تميم، وقائمة على مساحة نحو 1840 كيلو متر مربع، وهي على شكل هضبة كبيرة وعرة تقع ضمن سلسلة جبال طويق والتي تتخللها العديد من الأودية والشعاب وبعض المناطق الرمليّة.
يُذكر أن السبب الرئيس وراء إنشاء محمية الوعول هو حماية المنطقة، وذلك لاحتوائها على قطيع صغير من الوعول، كان بحالته الفطرية الطبيعية، ومن الحيوانات التي تم حمايتها داخل "الوعول" كل من: "الوبر، والثّعالب، والقوارض، والطيور كالحجل الرملي"، وذلك بالإضافة إلى عدد من أنواع الزواحف.
وهناك عدة محاذير من أجل الحفاظ على البيئة الداخلية بالمحميات الطبيعية بالسعودية، ومن بين تلك الشروط الآتي: "الصيد، الاحتطاب، الرعي، التخييم، دخول الكرفانات، التنقل برفقة الطيور الجارحة، إشعال النيران على الأرض مباشرة، عبور الإبل دون التصاريح اللازمة".