
سجّلت أجواء المملكة العربية السعودية خلال موسم حج عام 1446هـ أرقامًا قياسية في الحركة الجوية، في إنجاز يُجسّد الجاهزية العالية لمنظومة الطيران المدني، وكفاءة التنسيق بين الجهات المعنية، ويعكس حجم الجهود التكاملية المبذولة لتيسير تنقلات ضيوف الرحمن.
ويأتي هذا الأداء الاستثنائي ثمرة للدعم السخي الذي قدّمته القيادة الرشيدة – أيدها الله – حرصًا على توفير تجربة حج آمنة وسلسة منذ لحظة الوصول وحتى المغادرة، وتعزيزًا لمكانة المملكة الريادية في خدمة ضيوف بيت الله الحرام.
وأدّت شركة خدمات الملاحة الجوية السعودية دورًا محوريًا ضمن منظومة القطاعات الوطنية المشاركة في خدمة الحجاج، حيث سخّرت إمكاناتها البشرية والتقنية لضمان سلامة وانسيابية الحركة الجوية.
وتُوّجت هذه الجهود بإدارة حركة جوية كثيفة تجاوزت 140 ألف رحلة محلية ودولية خلال مرحلتي القدوم والمغادرة، محققة معدل نمو بلغ 8% مقارنة بالعام الماضي.
وخلال مرحلة القدوم، من 1 ذي القعدة حتى 8 ذي الحجة 1446هـ، تم تسجيل 74,902 حركة جوية، بنمو نسبته 15% عن الفترة نفسها من العام السابق. أما في مرحلة المغادرة، من 23 ذي الحجة حتى 15 محرم 1447هـ، فبلغ عدد الحركات الجوية 66,072، محققة نموًا بنسبة 2%.
وسُجّل في 2 ذي الحجة 1446هـ رقم قياسي للحركة الجوية اليومية، حيث بلغ عدد الرحلات 2,338، بمعدل نمو 4% مقارنة بالعام الماضي.
وقدّمت الشركة خدماتها الملاحية لـ 213 شركة طيران، في مؤشر على تنوّع الشراكات الدولية واتساع شبكة الوجهات التي عبرت الأجواء السعودية خلال الموسم.
ويعكس هذا الأداء النوعي الجاهزية المتقدمة لمنظومة الملاحة الجوية في المملكة، التي تُعد ركيزة أساسية لضمان كفاءة وانسيابية الحركة الجوية، خصوصًا خلال المواسم ذات الكثافة التشغيلية العالية.
وترتكز هذه المنظومة على شبكة متكاملة من الأنظمة التقنية الحديثة، ومراكز المراقبة الجوية، ومرافق الصيانة والتشغيل المنتشرة في مختلف مناطق المملكة، وتُدار بكفاءات وطنية مؤهلة تعمل على مدار الساعة.
كما يضطلع المراقبون الجويون بدور رئيسي في تنظيم حركة الطيران وضمان سلامتها، من خلال تحديد المسارات الجوية، وتنسيق الإقلاع والهبوط، ومزامنة الرحلات مع الطاقة الاستيعابية للمطارات، بما يُسهم في الانضباط التشغيلي وتحقيق أعلى معايير السلامة.
ومكّنت هذه البنية التحتية المتقدمة والتكامل المؤسسي شركة خدمات الملاحة الجوية السعودية من استيعاب الأعداد القياسية للرحلات خلال موسم حج 1446هـ، وإدارتها بكفاءة عبر الأجواء السعودية، من خلال تنسيق محكم مع مختلف الجهات المعنية في المطارات، في تجسيد عملي للتكامل الوطني في خدمة ضيوف الرحمن.