تفاصيل "أول دستور مدني في تاريخ الدولة الإسلامية".. صاغه النبي وهذه أهدافه
استوقفت تفاصيل وثيقة المدينة المنورة، زوار معرض "الهجرة على خُطى الرسول"، المقام في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء"؛ حيث حرص كثير من الزوار على قراءة الوثيقة كاملة، وما تضمته من بنود، تعزز تعايش المسلمين مع غير المسلمين في مجتمع المدينة المنورة، والتعرف من خلالها على الفكر النبوي في صياغة الوثيقة، التي تعتبر أول دستور يشهده الإسلام، ودوره في الارتقاء بالجانب الاجتماعي داخل المدينة المنورة.
وتعد "وثيقة المدينة" أو "صحیفة المدینة" هو أول دستور مدني في تاريخ الدولة الإسلامية، كُتب فور هجرة النبي محمد إلى المدينة المنورة، واعتبره المؤرخون والمستشرقون على مدار التاريخ الإسلامي، مفخرة من مفاخر الحضارة الإسلامية، ومَعلَمًا من معالم مجدها السياسي والإنساني.
وكان الهدف من كتابة دستور المدينة هو تحسين العلاقات بين مختلف الطوائف والجماعات في المدينة، وعلى رأسهم المهاجرون والأنصار والفصائل اليهودية وغيرهم، حتى يتمكن المسلمون واليهود وجميع الفصائل بمقتضى الدستورـ من التصدي لأي عدوان خارجي على المدينة.
وبإبرام هذا الدستور وإقرار جميع الفصائل بما فيه، أصبحت المدينة المنورة دولة وفاقية، يرأسها النبي محمد، والمرجعية العليا للشريعة الإسلامية، جميع الحقوق الإنسانية مكفولة فيها كحق حرية الاعتقاد وممارسة الشعائر والمساواة والعدل.
ويحوي الدستور 52 بنداً، كلها من رأي رسول الله. 25 منها خاصة بأمور المسلمين، و27 مرتبطة بالعلاقة بين المسلمين وأصحاب الأديان الأخرى، ولاسيما اليهود، وقد دُوّن هذا الدستور بشكل يسمح لأصحاب الأديان الأخرى بالعيش مع المسلمين بحرية، ولهم أن يقيموا شعائرهم حسب رغبتهم، ومن غير أن يتضايق أحد الفرقاء.
ووضع هذا الدستور في السنة الأولى للهجرة، أى عام 623م. ونص في أحد بنوده في حال مهاجمة المدينة من قبل عدو عليهم أن يتحدوا لمجابهته وطرده.
يذكر أن المعرض، الذي دشنه أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز مؤخراً، انطلق مطلع السنة الهجرية، بحضور رفيع المستوى من مسؤولين وباحثين في الفن والتاريخ الإسلامي، ومثقفين وضيوف من مختلف دول العالم.
ويستمر المعرض لمدة تسعة أشهر، ومن المقرر أن ينتقل إلى كل من الرياض وجدة والمدينة المنورة، ثم عدد من مدن العالم؛ بهدف تسليط الضوء على واحد من أهم الأحداث المهمة في التاريخ الإسلامي، هو رحلة الرسول -صلى الله عليه وسلم- عام 622م من مكة إلى المدينة المنورة، التي أدت إلى ولادة مجتمع يضم اليوم أكثر من 1.5 مليار مسلم.