أثار الحديثُ عن الكنز الذي عُثر عليه في الحرم المكي، تساؤلاتِ المشاركين في جلسات "المؤتمر الدولي للمسكوكات الإسلامية" الذي اختتم أعماله اليوم السبت بالرياض.
وتعليقًا على تلك التساؤلات، كشف الدكتور علاء الدين الشومري، الباحث في مركز أبحاث المسكوكات الإسلامية بألمانيا؛ أن "الكنز المكتشف في الحرم المكي من مكة المكرمة هو محفوظ في المكتبة الوطنية في باريس، وليس في متحف اللوفر في أبوظبي"، مشيرًا إلى وجود مقال صغير حول هذا الكنز، ويقدر فقط بـ40 دينارًا من هذا الكنز، وهو غير موصوف حتى الآن".
وقدم "الشومري" عرضًا تقديميًّا خلال المؤتمر بعنوان "تداول النقود المضروبة في شبه الجزيرة العربية خلال القرن الرابع الهجري؛ استنادًا للكنوز العائدة لتلك الفترة: دار الضرب في مكة مثالًا"، لافتًا إلى أن نقود ضرب مكة تواجدت في العراق وسوريا لأسباب الحجاج، أو تجارية أو عسكرية، لكن بعد القرن الرابع، ولم نجد عملات مكة المكرمة متداولة في سوريا، على الرغم من وجود الحجاج، مرجعًا ذلك إلى أنها ضُربت وسُكّت للاستخدام المحلي فقط.
وأشار إلى أن قرارات اليونسكو في العام 2017 التي تمنع الاتّجار بكنوز العملات؛ ساهمت في عدم القدرة على دراسة الكنوز التي مصدرها التجارة، وفيما يتعلّق بتساؤل أحد الحضور في الجلسة عن كنز "الخبر"، أوضح "الشومري" أنه محفوظ حاليًّا في بريطانيا، وهو من الكنوز الموصوفة وغير مدروس دراسة علمية، وهو عبارة عن 48 درهمًا فقط. وأضاف: "كما ذكرت هو من الأقاليم الشرقية للخلافة العباسية".
واختتم "المؤتمر الدولي للمسكوكات الإسلامية" الذي تنظّمه وزارة الثقافة ممثلة في هيئة المتاحف بالعاصمة الرياض؛ أعماله اليوم بقاعة المؤتمرات في مركز الملك عبدالله المالي بجلستَيْ نقاش عن حالة البحث في المسكوكات الإسلامية والاتجاهات والتطورات في جمع العملات اليوم، شارك فيها عدد من الخبراء في علم المسكوكات، والمؤرخين، ورواد المتاحف الإسلامية.
وسلّط الضوءَ على دور المسكوكات الإسلامية كوثيقة أصلية في كتابة التاريخ الإسلامي، وما ارتبط بها من ثراء معرفي وثقافي؛ حيث تكوّن برنامج المؤتمر من كلمات لمتحدّثين رئيسيين وحلقات نقاش وورش عمل لإبراز هوية المنطقة، وإثراء المؤسسات والمجموعات المهتمة بجمع التقنيات وتعزيز قيمة المحتوى التراثي القائم، ومساعدة الباحثين والمهتمين على مواكبة أحدث مناهج البحث في علم المسكوكات الإسلامية.
وأتاح للزوار فرصة التعرف على أبرز ما تتميّز به مكتبة الملك فهد الوطنية من كتب ووثائق وعروض مرئية في مجال سك النقود، واستعرض جناح مكتبة الملك عبدالعزيز العامة كل ما تزخر به من مقتنيات وعملات نقدية يعود تاريخها إلى مختلف العصور الإسلامية، فيما ضمّ جناح دارة الملك عبدالعزيز عرضًا مرئيًّا يتضمّن نماذج عدة للمسكوكات في العصرين الأموي والعباسي، ونماذج للمسكوكات في عهد الملك عبدالعزيز، وعرضًا لإصدارات الدارة.
وتضمن المؤتمر رحلة إثرائية متكاملة أخذت الزوار إلى عصر سكّ العملات في صدر الإسلام، وسردًا روائيًّا لنشأتها؛ لتجسد الدور الذي لعبته المسكوكات الإسلامية على مرّ العصور بوصفها وثائق حية، وشواهد ملموسة على حضارات الأمم والشعوب، كما التقى الزوّار بالخبراء في علم المسكوكات، والمؤرخين، ورواد المتاحف الإسلامية؛ لمناقشة الإرث التاريخي الذي ساهمت المسكوكات في تشكيله بمختلف الحضارات، وأساليب الاحتفاظ بكنوزها، والقطع النادرة منها.