الرياض وموسكو.. تنسيق عالٍ في ملفّ النفط ووساطة سعودية في "الأزمة الأوكرانية"

يمتدّ التفاهم بين البلدين على أكثر من صعيد وجانب
الرياض وموسكو.. تنسيق عالٍ في ملفّ النفط ووساطة سعودية في "الأزمة الأوكرانية"

تتمتّع المملكة وروسيا بعلاقات ثنائية متينة، وشراكة دولية وثيقة تعود إلى التفاهم الذي يجمع بين البلدين الصديقين خلال تشاركهما عضوية مجموعة العشرين، أقوى اقتصادات العالم وأكثرهم تأثيرًا اقتصاديًّا.

وتشهد العلاقات بين البلدين تعاونًا وثيقًا على أكثر من صعيد، وتنسيقًا عاليًا على المستوى السياسي، والاقتصادي، والعلمي، والثقافي، فضلًا عن مجالات الطاقة.

ويمتدّ التفاهم بين الرياض وموسكو إلى أسواق النفط؛ حيث ضمن ذلك التفاهم والتنسيق بين البلدين فيما يعرف بـ"أوبك+" استقرار أسواق النفط وإمداداته؛ حيث تشكل العلاقة بين البلدين العمود الفقري لتحالف "أوبك+"؛ بحسب تأكيدات وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان.

كما تحظى العلاقة بين الزعيمين: الأمير محمد بن سلمان، وفلاديمير بوتين، باحترام كبير متبادل؛ ففي أكثر من مناسبة أشاد الرئيس الروسي بدور ولي العهد الكبير في سوق الطاقة.

"بريكس" وتأييد روسي

استطاعت الرياض الحصول على مقعد في عضوية تحالف "بريكس"، وهو ائتلاف يُشكل من دول عدة، تأسيس نظام عالمي ثنائي القطبية، وكسر الهيمنة الغربية على المقدرات العالمية، وذلك بعد دعم ودعوة روسية للمملكة للانضمام للتكتّل الاقتصادي؛ في دلالة على متانة العلاقات بين الدولتين.

وفسر وزير خارجية روسيا "سيرجي لافرورف"، اختيار الرياض، بالإضافة إلى دول أخرى، بعد استيفائها للشروط؛ ومنها: "هيبتها ووزنها السياسي، وبطبيعة الحال موقفها على الساحة الدولية؛ لأن الجميع متفقون على أن نوسع صفوفنا من خلال ضم ذوي أفكار مشتركة".

وذكر وزير الخارجية الروسي أن من الدول التي تحمل الأفكار المشتركة، تلك التي تؤيد تعددية الأقطاب، وضرورة جعل العلاقات الدولية أكثر ديمقراطية وعدالة، وزيادة دور الجنوبي العالمي في آليات الحوكمة العالمية.

الموقف السعودي الثابت في أوكرانيا

ويحظى الموقف السعودي الثابت من الأزمة في أوكرانيا، بتقدير روسي وأوكراني مشترك؛ فمنذ اليوم الأول للأزمة فضلت الرياض الوقوف موقف الحياد، وعلى مسافة واحدة بين طرفي الصراع.

وأهّل الموقف السعودي من الأزمة الرياض للعب دور الوسيط بين الطرفين، مدفوعة بعلاقاتها الطيبة بالبلدين، إضافة إلى العلاقات الشخصية الجيدة التي تجمع ولي العهد بالرئيسين الروسي والأوكراني.

واستطاعت الوساطة السعودية بين موسكو وكييف، إطلاق سراح 10 أجانب اعتقلتهم روسيا في أوكرانيا، كما أعربت المملكة في أكثر من فرصة عن موقفها الداعم لحلّ الأزمة بطريقة سلمية، ما بلوره تأكيد ولي العهد في مارس الماضي، بقوله: "نجدد تأكيد موقف المملكة الداعم لكل ما يسهم في خفض حدّة الأزمة في أوكرانيا، وعدم تدهور الأوضاع الإنسانية، واستعداد المملكة للاستمرار في بذل جهود الوساطة بين روسيا الاتحادية وأوكرانيا، ودعم جميع الجهود الدولية الرامية إلى حلّ الأزمة سياسيًّا، بما يسهم في تحقيق الأمن".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org