رفع المندوب السعودي الدائم لدى منظمة التعاون الإسلامي، الدكتور صالح بن حمد السحيباني، أسمى آيات التهنئة والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وإلى ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وإلى كافة أفراد الأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي النبيل بمناسبة اليوم الوطني 93 للمملكة، داعياً الله أن يديم على هذه البلاد عزها وأمنها واستقرارها.
وقال "السحيباني" في تصريحٍ لـ "سبق" بهذه المناسبة الغالية إن "يوم ذكرى التوحيد يومٌ مجيد يتجدد فيه الولاء والمحبة والتلاحم والثقة بين القيادة والشعب، وتستشعر فيه القيم التي أرساها مؤسس البلاد ورجاله المخلصون، وتستحضر فيه الإنجازات التي تحققت للمملكة والتنمية والتطور اللذين نعيشهما في كافة المجالات التي أصبحت محط أنظار العالم، في يوم اعتزاز وافتخار كل مواطن بكيان المملكة العربية السعودية بلد الإسلام والسلام والخير والعطاء لجميع الشعوب".
وأكد "السحيباني" أن مستقبل المملكة مبشر وواعد بإذن الله، خاصةً أن الرؤية السعودية 2030 تؤهل لمرحلة جديدة تتطلب أن يساهم فيها الجميع كلُ في مجاله لتحقيق أهداف المملكة وتقدمها وريادتها للاقتصاد العالمي، مستشهداً بما قاله صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد في مقابلته مؤخراً مع قناة FOX News الأمريكية.
وقال "السحيباني": "لم يكن غريبًا بالنسبة لي شخصيًا أن يترقب العالم اللقاء المهم الذي تم مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد، ورئيس مجلس الوزراء - يحفظه الله - وعبر قناة أمريكية دولية مهمة، فهو لقاء مع قائد ملهم، وصانع أمجاد، وداعم للشباب لكي تعانق هممهم قمم الجبال، فالقادة الكبار هم وحدهم فقط من يتركون الأثر ويصنعون التأثير".
وأضاف: "وليس غريبًا وكذا لم يكن مفاجئاً لي أيضًا أن يحظى هذا اللقاء المهم بترقب وشغف، ثم يحصل على تفاعل كبير من المعنيين والسياسيين والإعلاميين من مختلف أنحاء العالم قاطبة، ويترك أصداءه التي وصل ظلالها أقاصي الشرق والغرب، فملأ الدنيا، وشغل عقول الساسة وأحاديث الإعلاميين، وجعله حاضرًا في العديد من القنوات الفضائية العالمية والعربية، حيث استولى على نشرات الأخبار وتصدر اللقاءات الإعلامية في سابقة قلما تحدث في مثل هذا الوقت المليء بالأخبار العالمية والأحداث الحية والأزمات التي تضرب هنا وهناك".
وأشار "السحيباني" إلى أن سموه في اللقاء قد أحسن بثاقب بصيرته وبعد إدراكه مكان اللقاء وتوقيته وهما عنصران مهمان يغفل عنهما أحيانًا المحللون السياسيون، مضيفاً: "فالسيميائية التي تعنى – بصفة عامة – الانفتاح على ما هو غائب في ظل ما هو حاضر، فكيف إذن إذا كانت هذه السيميائية من خلال ذلك اللقاء شكلت انفتاحاً على ما هو منطوق في ظل خلفية حاضرة بالواقع، حيث تجاوزت المناظر الخلفية في إطارها الاعتيادي؛ لكي تصنع واقعاً يلمسه المشاهد ويشاهده المتلقي وكأنه يعيش الحدث والواقع التنموي الفريد الذي يراه المواطن السعودي متقدمًا للأمام كل يوم ويحضره المقيم على ثرى هذه الأرض المباركة".
وتابع: "فقد كان اختيار الموقع في وسط مشاريع نيوم تلك البقعة الساحرة التي لا تهدأ حراكًا ليل نهار من العمل والإنجاز، وحيث المشاريع الجبارة الحاضر فيها سموه ورؤيته الفريدة".
وقال "السحيباني": "من هنا عمل ذلك اللقاء قبيل أيام قلائل من احتفال بلادنا الغالية بيومها الوطني البهيج، إلى جانب ما ورد فيه من أرقام وحقائق مبهرة أدلى بها سمو ولي العهد الأمين بكل مصداقية وشفافية وثقة متناهية على ترسيخ صورة حقيقية تجمع بين صدق القول وحقيقة الخلفية والصورة والواقع الاقتصادي المزدهر والحراك التنموي الرائع الذي تشهده المملكة انعكاسًا لممارسات الرؤية الوطنية".
ونوه "السحيباني" بأن هذه السيمائية في الأحاديث الإعلامية واللقاءات السياسية تترك أثرًا بعيدًا لدورها المهم في التأثير على المتلقي وترك الأثر على المشاهد، فبينما كان حديث سموه الكريم على النمو المتسارع للمملكة والذي فاق التوقعات لتجاوزه نمو العديد من دول العالم الكبرى بل كانت بياناته ومعلوماته الدقيقة حاضرة في ذهن سموه بشكلٍ سحر المشاهد وجذب المتلقي وأذهل العالم.
وأضاف: "فقد كان البعيد كما القريب ومن خلال تلك الصورة والمناظر التي تظهرها آلة التصوير المتحركة، حيث المباني الحديثة التي تنشأ، ومجسم الجزيرة البهية (سندالة) الذي ظهر بوضوح في ذلك اللقاء يعكس بكل مصداقية حركة التنمية التي لا تهدأ في مختلف ربوع الوطن الغالي، كما أن مكان ذلك اللقاء ليس ببعيد عن معجزة العالم الحديث مشروع (ذا لاين) الذي يعد ثورة في الحياة الحضرية لمجتمع مترابط معزز بالذكاء الاصطناعي يقبع في وسط صحراء غنية بالطموح، مزدهرة بالآمال".
وأكد "السحيباني" أن ما ورد في ذلك اللقاء من مضامين مهمة جعلت المواطن السعودي بل والعربي بل والمسلم المحب لبلادنا الغالية بالفخر والاعتزاز بحق؛ لأنه يمثل لقاءً فريداً لقاء عزة وقوة للشعوب العربية والإسلامية التي يحق لها كما ذكرت آنفًا أن تفتخر به وتفاخر.
وأضاف أن "هذا اللقاء يترجم ثقة سموه وثقة شعبه بقائده وهو يسرد بانبهار لقصة نجاح وطن وتميز قيادة، وتأثير قائد محنك، عندما ذكر سموه بأن السعودية هي أعظم قصة في القرن الواحد والعشرين، كيف لا؟ وهذا الوطن الخلاق قد حقق برؤية سموه الكريم أسرع نمو في الناتج المحلي لعامين متتاليين من ضمن دول العشرين".
وتابع: "صدق سموه القول حيث نجد الحراك اليومي لسموه حيًا، والطموح العالي مشاهدًا وهو يتجاوز الآفاق، لاسيما عندما حدد سموه الهدف بوضوح وهو الوصول بالسعودية إلى الأفضل دائماً".
وأشار "السحيباني" إلى روعة حديث سموه وجماله، عندما أكد على تحويل التحديات إلى فرص، فلم يجعل من تلك التحديات عقبات، ولم يتخذ من تلك المعوقات التي اعترضت الكثير من قادة الدول في عصرنا الحاضر إلى ذرائع تعرقل خطط التنمية الوطنية وتقف أمام طموح وآمال شعوبهم، بل إن بعضًا من تلك القيادات جعلوا من هذه التحديات بعبعًا لا يفارق تفكيرهم، وعقبات تقف أمام إصلاح بلدانهم، مما حطم معنويات وآمال شعوبهم.
وأكد أن سموه كقائد بارع استطاع بثاقب بصيرته أن يعكس تلك التحديات ويحولها إلى أرقام أذهلت دول العالم المنصفة؛ بل حولها إلى قصة تحتذى وتجربة تتلى، كقصة إرادة جبارة جعلت من المملكة العربية السعودية وبكل الفخر والاعتزاز ورغم تلك التحديات التي واجهتها جعلها دولة عصرية من أبرز وأكبر اقتصاديات العالم، وجعل سموه الدول العظمى تطلب ودها والمنظمات العالمية تسعى إلى كسب انضمام المملكة إليها.
وأضاف: "عندما نقول إن حديث سموه قد ترك أثرًا وصنع تأثيرًا فليس من باب إلقاء القول على عواهنه بل إن شمولية المحاور والموضوعات التي تطرق لها سموه في ذلك اللقاء، حيث لم تكن تهم أو تخص المملكة وحدها أو تعني البلدان العربية دون غيرها، بل شملت مختلف دول العالم من شرقه إلى غربه لاسيما عندما تطرق إلى الصين شرقًا والولايات المتحدة غربًا وروسيا شمالاً … إلخ، إذ يلمس بوضوح من لدن كل محلل منصف سعيه الدؤوب إلى ازدهار العالم وتحقيق السلام والتقارب والتعايش وبناء الأوطان".
وقال "السحيباني": "يظهر ذلك جاليًا في العديد من النقاط التي أشار إليها سموه لاسيما في حديثه عن الوساطة السعودية بين روسيا وأوكرانيا، ودعم تنمية اليمن الشقيق، والمطالبة بدولة فلسطينية مستقلة لينعم الأمن والأمان والاستقرار في الشرق الأوسط برمته بل والعالم، وكذلك حديث سموه عن السلاح النووي وأن العالم لا يحتمل هيروشيما جديدة، وحرص المملكة على استقرار أسواق الطاقة وسد الفجوة، واتفاق السكة الحديدية الذي يربط الشرق بالغرب والذي سيغير وجه الشرق الأوسط".
وأكد "السحيباني" بأن هذه القناة الأمريكية المشهورة محظوظة وكذلك المشاهدين لها والمتابعين بشغف إلى ذلك اللقاء؛ لأنه كان بحق لقاءً فريداً رسم خريطة خلاقة للمستقبل؛ لاشتماله على الكثير من الأخبار، والعديد من المحاور في مقابلة واحدة التي قلما نشاهد مثلها في هكذا مقابلات محدودة بوقت قصير، ولقد جعلت تلك المقابلة مع سموه للمملكة كما هي حاليا محط أنظار العالم.
وعبّر "السحيباني" عن سعادته قائلاً: "أود في الأخير أن أقول - وبدون مواربة - بأنني شخصيًا سعيد جدًا مثل غيري من موظفي مختلف القطاعات الحكومية والخاصة بأن أكون من جيل الرؤية التي يقودها سموه الكريم بثاقب بصيرة والدنا القائد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – يحفظه الله – ويتابع تحقيقها سمو ولي عهده الأمين، وأن نكون على رأس العمل حاليًا لأسعد في خدمة بلادي الغالية في ظل هذه القيادة الفتية التي لا تسعى إلى النجاح في كل أعمالها وخططها الاستراتيجية أو الرؤية الوطنية بل تتجاوزها إلى التطلع بكل حماس وإخلاص نحو التميز في النجاح في قيادة هذه البلاد الغالية التي شرفها الله تعالى بأن تكون أرضها قبلة للمسلمين، والأرض التي عاش بها سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام، فجمعت بين السير على هداه صلى الله عليه وسلام وبين الانفتاح المنضبط على العالم (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)".
وأضاف: "لذلك فلا غرو أن يؤكد سموه الكريم على مركز المملكة وثقلها الدولي عبر كافة المستويات، وذلك اتساقًا مع مكانتها العالية أيضًا في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والروحية باعتبارها بلاد الحرمين الشريفين".
وختم "السحيباني" تصريحه داعيًا الله أن يُديم عز هذا الوطن ورفعته وازدهاره ورخاءه في ظل حفظ الله تعالى لقيادته الرشيدة وحكومته السديدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين - يحفظهما الله - ونصرهما وأيدهما بعونه وتوفيقه.