ركزت دراسة حديثة، على أدوية "سيماجلوتايد، وليراجلوتايد، وتيرزيباتيد"، التي تُعتبر فعالة في علاج مرض السكري النوع الثاني والسمنة.
وذكرت أنها أدوية منبهات مستقبلات الببتيد الشبيهة بالجلوكاجون، وتكون على هيئة حقن تُستخدم لعلاج السكري النوع الثاني والسمنة.
أجرى الدراسة الأستاذ المشارك في علم الأدوية السريري بكلية الطب بجامعة جدة الباحث الرئيس الدكتور منصور الطبيقي، والدكتورة هاجر الكوت من كلية الطب بجامعة طرابلس في ليبيا.
وفي هذا السياق، التقت مجلة نيوزويك الأمريكية، مع الدكتور منصور الطبيقي، بعد التنويه عن دراسته في أكثر من تسعة مواقع عالمية مهمة.
وقال " الطبيقي"، في حديثه للمجلة: إن النتائج التي توصلنا إليها، وتسلط الضوء على مشكلات الصحة العقلية المحتملة المرتبطة بالأدوية الجديدة المضادة للسمنة، لها أهمية كبيرة لكل من مقدمي الرعاية الصحية والمرضى، لافتًا إلى أن هذه الأدوية من الأكثر استخدامًا.
وتابع: الأحداث السلبية المذكورة في هذه الدراسة بمثابة تذكير للأطباء لتقييم الصحة العقلية للمريض بعناية قبل وصف هذه الأدوية.
وأكد ضرورة تشجيع المرضى على الإبلاغ عن أي أعراض نفسية يواجهونها إلى أطبائهم والسلطات الصحية مثل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية وأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.
كما أوضح أنه رغم اعتقاده أن فوائد هذه الأدوية، مثل الحد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، تفوق المخاطر، يتعين علينا أن نأخذ الضرر المحتمل على محمل الجد، نظرًا لأنواع وشدة الأحداث المبلغ عنها.
وبين "الطبيقي" أنه وفقًا لنتائج الدراسة، شكلت النساء 65% ( 242) من التقارير، في حين شكل الرجال 29% (ن = 108).
وكانت النتائج المميتة في الغالب بين الرجال (8 من 9)، نتيجة لمحاولات الانتحار الكاملة والاكتئاب.
ومع ذلك، ونظرًا لطبيعة البيانات "التقارير التلقائية"، فمن غير الواضح ما إذا كانت النساء أكثر عرضة لهذه الأحداث الضارة من الرجال، أو لماذا حدثت الوفيات بشكل متكرر بين الرجال أكثر من النساء، مؤكدًا أن هناك حاجة إلى مزيد من التحقيق لاستخلاص استنتاجات بشأن هذه المسألة.
وأشار "الطبيقي" إلى أن الصحة العقلية لم يتم التحقيق فيها سابقًا في التجارب السريرية لهذه الأدوية كأثر جانبي رئيسي، قائلاً: إننا نتمتع بميزة؛ حيث جمعنا البيانات مباشرة من المرضى أنفسهم وأطبائهم "بيانات العالم الحقيقي"، وأكدوا العلاقة السببية من هذه الآثار الجانبية والأدوية المستخدمة، موضحًا أن هذا يضفي درجة من المصداقية على النتائج التي توصلنا إليها.
وقال "الطبيقي" للمجلة الأمريكية: "لقد قدمنا بيانات من العالم الحقيقي، تم جمعها من المرضى وأطبائهم، فيما يتعلق بالأحداث النفسية السلبية، وتشمل هذه الأحداث الأفكار الانتحارية والوفيات المرتبطة بالسيماجلوتيد والأدوية الأخرى المضادة للسمنة. وهذا أمر يستحق الاهتمام.
ومع ذلك، يجب علينا توخي الحذر عند تفسير هذه النتائج، فمعدل الإصابة منخفض، وليس من الواضح ما إذا كان هؤلاء المرضى يعانون من حالات صحية عقلية موجودة مسبقًا عندما بدأوا في استخدام هذه الأدوية".
كما ذكر أنه "يجب فحص المرضى الذين يبدأون العلاج بهذه الأدوية بحثًا عن حالات نفسية موجودة مسبقًا ومراقبتهم بانتظام بحثًا عن علامات وأعراض الاكتئاب والقلق والتفكير في الانتحار".
ودعا إلى ضرورة فحص الصحة العقلية للمرضى بحثًا عن أي مشاكل محتملة، يجب على الأطباء أن يأخذوا في الاعتبار أي أفكار أو محاولات انتحارية سابقة من قبل المرضى.
وخلص "الطبيقي" إلى أن الأحداث السلبية النفسية شملت 1.2% فقط من إجمالي التقارير الخاصة بالسيماجلوتيد، والليراجلوتيد، والتيرزيباتيد، موضحًا أنه مع ذلك، فإن خطورة بعض هذه التقارير ونتائجها المميتة تتطلب المزيد من الدراسة.