حذر طبيب الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء الحاج حسين، من ارتفاع شكاوى الأطفال من آلام الرقبة الناتجة عن كثرة استخدام الأجهزة الإلكترونية، وتحديدًا الجوالات على وضعية مؤثرة على الرقبة، مبينًا أن الغالبية العظمى لا تضع الجهاز على مستوى النظر المطلوب بل تستخدمه في مستوى أدنى لميلان الرأس إلى أسفل، مما يجعل كل الثقل على الرقبة، مشدداً على تجنب استخدام المسكنات لمواجهة المشكلة، إذ إن تأثير المسكنات سيكون مؤقتًا وغير معالج للسبب الرئيسي.
وقال "حسين"، إدراسات عدة ربطت استعمال الأجهزة الذكية لفترات طويلة مع انتشار آلام الرقبة، ففي السابق كان يعرف بأن التغيرات الفسيولوجية المسببة لآلام الرقبة تبدأ خلال سنوات الشباب لتظهر الأعراض والألم مع تقدم العمر، ولكن الآن تغير الحال، إذ زادت الشكاوى في سن مبكرة نتيجة الاستخدام السيئ للأجهزة الإلكترونية نتيجة استخدام الوضعيات الخاطئة في الجلوس أو النوم مما ترتب عليه حدوث آلام الرقبة وأيضاً آلام أسفل الظهر.
وتابع: "غالبًا لا يكشف الضرر إلا إذا اشتد وبدأ الألم، والمشكلة هي أن درجة الألم التي يتحملها المصاب وردة فعله تختلف من شخص إلى آخر، فالبعض يتحمل درجات مرتفعة من الألم، وحتى إن شعر بألم فيكون غير مبالٍ ويهمل التوجه للطبيب، مما يزيد من فرص حدوث مضاعفات معقدة مثل زيادة آلام الرقبة أوعدم القدرة على النوم بسبب الألم".
ولفت "حسين" إلى أن آلام الرقبة غالباً ما تكون خفيفة ومؤقتة عند الأطفال، ولكن إذا تُركت دون علاج، فإنها تؤدي إلى ألم مزمن في الرقبة ومضاعفات أخرى في الرؤية أو إجهاد العين، ويزيد ألم الرقبة المستمر عند الأطفال أو المراهقين أيضاً من خطر الإصابة بألم الرقبة المزمن في مرحلة البلوغ.
وأوضح أن هناك بعض الأعراض الشائعة لألم الرقبة عند الأطفال مثل حركة الرقبة تصبح محدودة، أي لا يستطيع الطفل ثني رأسه للأمام والخلف، ويشعر بألم في عضلات الرقبة عند لمسه، وألم في الجزء الأمامي من الرقبة إذا كان طفلك يعاني من التهاب في الحلق أو تورم في الغدد، وألم في مؤخرة العنق وحول عظام الكتف، وأيضاً صداع الرأس.
وطالب "حسين" بالاهتمام بالطفل عندما يشكو ويصف بعض الأعراض لمساعدته في تحديد السبب الرئيسي لألم الرقبة وعلاجها، مشيرًا إلى أهمية إجراء تغييرات وتصحيح العادات التي قد تؤدي إلى آلام الرقبة للأطفال الذين يقومون باستخدام الحاسوب والهاتف أو مشاهدة التلفاز لفترة طويلة، والحرص على تغيير طريقة النوم؛ كالنوم على الجانب أو وضع وسادة بين ركبهم، والتأكد من أن الوسادة التي ينام عليها الطفل مريحة ولا تسبب آلام في الرقبة، وتجنب أي نشاط بدني أو رياضة قد يزيد من ألم الرقبة عند الطفل أو يسبب إجهاد للعضلة.
ونوه إلى أن معظم حالات آلام الرقبة عند الأطفال قد تكون مؤقتة ويمكن مواجهتها بالكمادات ورياضة تحريك وتدليك الرقبة، أو وضع وسادة رقبة خاصة، وهذا يمنع من حركة الرأس كثيرًا أثناء النوم، ولكن لا بد من مراجعة الطبيب في حال استمرار الألم لأكثر من 3 - 4 أيام، أو اختفاء الألم لفترة قصيرة، ومن ثمّ عودته مرّة أخرى.