
يشاهد القادم للرياض برًّا عبر مداخلها التسعة تشوهاتٍ تُفسد سمعة العاصمة عالميًّا، ولا يشعر أنه على أعتاب إحدى أهم 10 عواصم عالميًّا؛ بسبب نقص في "بعض" الخدمات، والتي تتمثل في: تشققات الأسفلت، وانعدام التشجير والجماليات، وقلة مسارات الطريق؛ مما يسمح للشاحنات والمركبات في استخدم الطريق الترابي المحاذي، ثم تتصاعد الأتربة المثارة والغبار في السماء، في مشهد لا يليق بـ"فاتنة الصحراء".
وبالرغم من عمليات التطوير والتحديث التي تطال أحياء مدينة الرياض تحت مظلة رؤية 2030؛ إلا أن العاصمة ما زالت تعاني من سلبيات قد تُفسد الجهود المبذولة لتطويرها؛ هذه السلبيات لا تحتاج إلا لتفعيل الأنظمة، وتشديد العقوبات، إلى جانب تعزيز الأفكار والاقتراحات التي يرى المواطنون أنها مجدية وذات فائدة، إذا ما نالت حظها من الاهتمام الرسمي.
وشهدت الرياض في سنوات الرؤية، العديد من البرامج والمبادرات والمشاريع التي تستهدف تأهيل العاصمة، والوصول بها إلى أبعد نقطة من التطوير والتحسين القائم على التقنية الحديثة، ولعل من أبرز هذه الجهود، مبادرةُ "الرياض الخضراء"، التي تهدف إلى تحويل العاصمة إلى مدينة خضراء وصحية، بعد تشجير 120 حيًّا سكنيًّا فيها، وتشجير الطرق والميادين، إضافة إلى إنشاء الحدائق والمساحات الخضراء على طول المدينة واتساعها بحلول عام 2030.
وللرياض 9 مداخل رسمية وفرعية هي (طريق القصيم، طريق الملك خالد، طريق مكة المكرمة، طريق ديراب، طريق الخرج مدخلين "إسكان الخرج، وإسكان البحرية"، طريق النظيم خريص، طريق الدمام، طريق الرياض القديم "الجنادرية"). وتعاني هذه المداخل شيئًا من الإهمال، وهو ليس حديث العهد، وإنما يمتد لسنوات مضت؛ حيث لم تعطَ تلك المداخل حقها من التطوير والتجميل والتوسعة، ولا يشعر معها أن هذه المدينة هي العاصمة المرشحة لاعتلاء مكانة دولية.
ولكل من بوابات الرياض التسع قصة مع العشوائية، التي تسفر عن زحام كبير في بعض المواقع فيها، أو التشوه البصري؛ فضلًا عن الأذى الذي تتعرض له الأحياء المجاورة للمداخل، وأيضًا لا توجد لوحات أو شاشات تعبر عن الرياض وجمالها والحركة السياحية والثقافية الحالية، كذلك عدم وجود شاشات تفاعلية تُبَين مواقع الازدحام في المناطق القريبة من مداخل العاصمة أو الطرق الدائرية.
ولطالما طالَبَ مواطنون بضرورة تحسين هذه المداخل مجتمعة؛ ليكون استخدامها أكثر سهولة وانسيابية لزائري الرياض وسكانها، وشددوا أعلى أهمية القيام بعمليات تطوير مستمرة لهذه المداخل، تحد من نسبة الزحام فيها، وتقلل من عدد الحوادث المرورية، خاصة التي تحدث في أوقات الذروة.
وقياسًا على ما سبق، لا تقلل السلبيات التي تظهر في الرياض، من جهود الدولة في تطوير المدينة وتأهيلها، لتكون من أفضل 10 مدن اقتصادية في العالم، بحلول عام 2030؛ في إشارة إلى أن الأمر يستدعي تكثيف وتنسيق الجهود المشتركة بين أمانة الرياض وبقية الجهات المعنية الأخرى، إلى جانب مساندة المواطن، من أجل تحقيق الأهداف المطلوبة، في أن تصبح الرياض مدينة نموذجية، مؤهلة للدور الذي ينتظرها في السنوات المقبلة.