يصل كوكب عطارد، اليوم، إلى استطالته العظمى الشرقية بزاوية تبلغ 27 درجة من الشمس، وستكون الأمسيات في غضون أسبوع تقريبًا من هذه الليلة هي أفضل الفرص لمشاهدة الكوكب بالعين المجردة الذي يبلغ لمعانه 0.3 % باتجاه الأفق الغربي بسماء الوطن العربي.
وأفاد رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبوزاهرة بأن عطارد سيبدأ في الظهور مع انتقال السماء نحو الظلمة، وسيكون أعلى يسار كوكب الزهرة بالنسبة للراصد، مشيرًا إلى أن عطارد يُطلق عليه "الكوكب المراوغ"، حيث يتم مشاهدة كوكب الزهرة والمريخ والمشتري وهي تلمع في السماء وليس عطارد على الرغم من صغر حجم الكوكب إلا أنه ساطع جدًا ليرصد بالعين المجردة، ولكن في الغالب لا يتم رؤيته.
وبيّن أن مدار عطارد داخلي بالنسبة للأرض وقريب بدرجة كافية من الشمس بحيث لا يبتعد أبدًا عنها، كما يرصد من كوكب الأرض، ففي معظم الليالي يشرق عطارد أو يغرب بالقرب من الشمس لدرجة أنه من المستحيل رؤيته باستثناء الأوقات القريبة من أقصى استطالة الزاوية بين الكوكب والشمس في السماء.
وأشار "أبوزاهرة" إلى أن هناك نوعين من الاستطالات الشرقية والغربية، فعندما يكون عطارد شرق الشمس تكون استطالة شرقية مسائية، وعندما يكون على الجانب الغربي للشمس تكون استطالة غربية صباحية، مفيدًا بأن أقصى زاوية استطالة لعطارد تتراوح بين 18 درجة و28 درجة شرق أو غرب الشمس، ويرجع سبب هذا الاختلاف إلى أن مدار عطارد حول الشمس ليس دائريًا تمامًا، وأنه يمكن البدء في البحث عن الكوكب بعد غروب الشمس ويجب عدم الانتظار طويلًا؛ لأن عطارد سيكون منخفضًا وسيغرب بعد فترة ليست طويلة ويفضل استخدام المنظار، وباستخدام التلسكوب يمكن رؤية أطوار عطارد التي تشبه أطوار القمر.