ترديد الأناشيد الوطنية، من المَشاهد التي اعتاد الجمهور مشاهدتها قبل مباريات كرة القدم، فبات من المعتاد أن يرى المتابعون دخول الفريقين لأرضية الملعب بشكل اعتيادي، لتكون البداية على خط مستقيم قبل أن يقف لاعبو كلا المنتخبين ويتوسطهم حكام اللقاء للاستماع إلى النشيد الوطني لكل فريق، ومن ثم التصافح بين لاعبي المنتخبين.
وعلى الرغم من أهمية ترديد النشيد الوطني بالنسبة للكثيرين، باعتبار أنه دلالة على الانتماء والفخر؛ فإن تلك الخطوة وضعت العديد من اللاعبين في مواقف، أثار بعضها غضبًا كبيرًا؛ فيما كان الجدل مصير البعض الآخر.
وأمس الثلاثاء وثّق مقطع فيديو انتشر بشكل كبير، لقطات للاعب البرازيلي ميشيل ديلغادو المحترف في صفوف نادي الهلال، بينما كان يحاول ترديد النشيد الوطني السعودي قبل بداية مباراة فريقه أمام النصر التي أقيمت على ملعب مرسول بارك ضمن منافسات دوري روشن.
وفي الفيديو، بدا "ميشيل" وهو يشاهد حركة الفم للعويس محاولًا ترديد النشيد الوطني السعودي قبل المباراة؛ وهو ما أثار اهتمام عدد كبير من المتابعين.
ومن أشهر اللاعبين الأجانب في الدوري السعودي الذين يحرصون على تعلم وترديد السلام الوطني السعودي؛ اللاعب البرازيلي إلتون خوسيه؛ حيث لعب في صفوف الفتح والقادسية والنصر، وحينها كان يردد كلمات بسيطة ويتفاعل مع عزف السلام، وتطور الأمر إلى ترديد أبنائه النشيد السعودي كما لو أنهم سعوديون أبًا عن جد.
وخلال منافسات بطولة كأس العالم 2022، استحوذ لاعب منتخب المكسيك، ألكسيس فيجا، على الاهتمام العالمي، بعدما دخل في نوبة بكاء أثناء عزف النشيد الوطني قبل مباراة بلاده ضد بولندا في الجولة الأولى من البطولة.
وسلط الحساب الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا عبر موقع "تويتر" الأضواء على اللقطة معلقًا عليها بعبارة: "دموع حب الوطن".
وقبل انطلاق مباراة غانا والأوروغواي ضمن منافسات كأس العالم قطر2022، أثارت لقطة لحركة غريبة قام بها أحد اللاعبين، اهتمامًا كبيرًا.
وفي مقطع فيديو انتشر بشكل كبير، ظهر لاعب غاني خلال عزف النشيد الوطني لبلاده، وهو يقوم بحركة غريبة بفتح فمه بشكل غير مفهوم؛ مما دفع البعض للاعتقاد بأنه "يتمرن على عض سواريز".
وشهد الدوري المصري واقعة أثارت جدلًا كبيرًا، كان بطلها التونسي فرجاني ساسي لاعب وسط الزمالك، الذي ظهر منشغلًا بربط حذائه أثناء عزف النشيد الوطني في لقاء فريقه مع "المقاولون العرب".
وتسبب تصرف "ساسي" في دفع طارق حامد -زميله بالفريق- للتدخل محاولًا لفت انتباهه لأن يقف احترامًا للنشيد الوطني خلال عزف النشيد، وهو ما حدث بالفعل بعد ذلك.
وفي العام الماضي، سادت حالة من الغضب بين الجماهير المغربية، بعد ظهور أربعة لاعبين من المنتخب، وهم يضحكون أثناء عزف النشيد الوطني، قبل مباراة جمعت المغرب بمنتخب غينيا بيساو، ضمن التصفيات المؤهلة لمونديال "قطر 2022".
وتَلَقّى اللاعبون تحذيرًا لو أعادوا نفس التصرف؛ باعتباره استهتارًا غير مقبول بقميص المنتخب والنشيد الوطني؛ إلا أنهم عبّروا عن أسفهم للواقعة؛ مؤكدين أن نوبة الضحك تَزامنت بالصدفة مع عزف النشيد الوطني، ولم تكن بهدف الاستهزاء به أو التنقيص منه.
وقبل سنوات، قام مدرب المنتخب الصربي لكرة القدم، سينيسا ميهاجيلوفيك، بالتخلي عن خدمات اللاعب الدولي، آدم ليجابيك، بعد رفضه ترديد النشيد الوطني لبلاده صربيا قبيل مباراة أمام إسبانيا.
وأكد اللاعب أنه رفض تأدية النشيد الوطني لأنه يحمل عبارات ترمز للشرك بالله وتعدد الآلهة وتطلب المساعدة من آلهة الإغريق؛ مؤكدًا: "أنا مسلم، ولن أخالف ديني حتى لو تطلب الأمر أن أُنهي مسيرتي الرياضية!".
وخلال مونديال قطر 2022، أثار لاعبو المنتخب الإسباني لغطًا كبيرًا، خلال لقاء ألمانيا، حينما دخلوا الملعب ووقفوا صفًّا واحدًا، بينما عزف السلام الوطني، دون أن تتحرك شفاههم.
ومع الجدل، ظهر أن السبب في موقف اللاعبين لا يعود إلى قلة الإحساس الوطني لديهم؛ وإنما لطبيعة السلام الوطني الإسباني، الذي لا يحمل أي كلمات.
أما لاعبو منتخب إيران، فكانوا هم الأبرز في كأس العالم 2022 حينما رفضوا ترديد النشيد الوطني لبلادهم قبيل مباراتهم مع المنتخب الإنجليزي ضمن منافسات الجولة الأولى في دور المجموعات؛ حيث ظهروا وهم مغلقو الفم دون تفاعل مع لحظة عزف النشيد الوطني قبل مباراتهم الافتتاحية بكأس العالم؛ وذلك احتجاجًا على الأوضاع التي تمر بها بلادهم.
وقبل المباراة، أعلن البرتغالي كارلوس كيروش، المدير الفني لمنتخب إيران، منح لاعبي الفريق حرية الإعراب عن تضامنهم مع الاحتجاجات خلال نهائيات المونديال.