عقد وزراء الداخلية العرب، في تونس اليوم، اجتماعات الدورة الأربعين لمجلس وزراء الداخلية العرب، تحت رعاية الرئيس التونسي قيس سعيد.
ورأس وفد المملكة وزير الداخلية الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز.
وألقى الأمير عبدالعزيز بن سعود خلال الاجتماع كلمة أكد فيها أن مجلس وزراء الداخلية العرب حقق خلال دورته الماضية بفضل من الله ثم بالجهود الجماعية المخطط لها مجموعة من المكتسبات والمنجزات في عدد من المسارات المتكاملة التي ترجمت الأفكار والطموحات المشتركة إلى واقع عملي؛ ومنها: إنشاء فريق عمل عربي يعنى بالتبادل الفوري للمعلومات بشأن المخدرات والمؤثرات العقلية، وهو ما سيمثل أداة جديدة؛ لتعزيز التعاون العربي في مواجهة هذه الآفة الخطيرة.
وبيّن أن المجلس يضطلع بمسؤولياته المتمثلة في أدواره ضمن آفاق ومجالات تكاملية تعاونية مع جميع الشركاء الدوليين، مما أسهم في ترسيخ قوة ومتانة الأمن العربي المشترك، حيث يشهد التعاون العربي الدولي تطورًا ملحوظًا من خلال مواءمة الاستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب مع استراتيجية الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب وفق خطة تنفيذية طموحة، بالإضافة إلى عقد وتنظيم المؤتمرات والاجتماعات واللقاءات المشتركة مع المنظمات الإقليمية والدولية.
وتابع الأمير عبدالعزيز بن سعود قائلًا: يشهد عالمنا مستجدات متسارعة نتج عنها تهديدات أمنية واجتماعية متعددة، ومن أبرزها خطر انتشار آفة المخدرات التي تهلك المجتمعات وتستهدف الشباب وتهدم كل أسس التنمية والازدهار، لذلك فإن الارتقاء في تطبيق نموذج التعاون العربي المأمول، يتطلب دعم جهود التكامل والتنسيق وتبادل التجارب والخبرات لتطوير وسائل وآليات تعتمد على دراسات تحليلية شاملة للبيانات والمعلومات المتعلقة بكل أنواع الجرائم للوقاية منها ومكافحتها، وفق منظومة شاملة من الاستراتيجيات والخطط والسياسات والقرارات المتعلقة بمجالات الأمن بمفهومه الشامل.
وأكمل: إنني على يقين بأننا قادرون على تجاوز كل التحديات التي تواجه أمن واستقرار أوطاننا العربية اعتمادًا على توفيق الله وعونه ثم انطلاقًا من القيم السامية لمجلسكم الموقر، التي أسهمت منذ تأسيسه في تحقيق منجزات متتالية تدفعنا للتطلع نحو مستقبل يرتكز على أعلى درجات الحماية لمجتمعاتنا من الجرائم للعيش في وطن عربي ينعم بالأمن والأمان والاستقرار.
وكانت أعمال الاجتماع قد افتُتِحت بكلمة لممثل رئيس الجمهورية التونسية في الاجتماع وزير الداخلية التونسي توفيق شرف الدين، رحب فيها بوزراء الداخلية العرب، مؤكدًا حرص جمهورية تونس لدعم كل المبادرات التي من شأنها تعزيز أواصر التعاون والعمل العربي، منوهًا بالدور المتميز لسمو الأمير عبدالعزيز بن سعود وزير الداخلية الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب في سبيل تعزيز الأمن العربي المشترك.
كما ألقى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط كلمة أوضح فيها أن الدورة الأربعين لمجلس وزراء الداخلية العرب تتسم بأهمية كبيرة من حيث الموضوعات التي تناقشها، منوهًا بالتعاون القائم بين المجلس والمنظمات الدولية التي تعنى بالشأن الأمني.
بعد ذلك ألقى الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور محمد بن علي كومان كلمة أكد فيها أن المجلس في أوج عطائه بعد أربعين سنة من العمل الدؤوب، والسعي الحثيث لتعزيز التعاون بين الدول العربية في مجالات الأمن ومكافحة الجريمة منذ إقرار نظامه الأساسي في المؤتمر الاستثنائي لوزراء الداخلية العرب الذي عُقِد في الرياض عام 1982م، برئاسة المغفور له -بإذن الله- صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، منوهًا بالمقترح الذي تقدمت به المملكة العربية السعودية لتعزيز التعاون العربي في مواجهة آفة المخدرات والوقاية منها من خلال إجراءات عملية تحدّ من انتشار المخدرات.
ومن ثم منح المجلس وسام الأمير نايف للأمن العربي من الدرجة الممتازة في دورته الثانية لأمير دولة الكويت السابق صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح -رحمه الله- والذي حالت ظروف جائحة كورونا دون تسليمه له في حينه، وتسلمه الشيخ طلال خالد الأحمد الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بدولة الكويت.
إثر ذلك سلم وزير الداخلية بسلطنة عُمان السيد حمود بن فيصل البوسعيدي رئيس الدورة التاسعة والثلاثين، رئاسة الدورة الأربعين لوزير الداخلية بدولة فلسطين زياد هب الريح.
عقب ذلك ناقش المجلس الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال؛ ومن بينها: تقرير أعمال الأمانة العامة بين دورتي المجلس التاسعة والثلاثين والأربعين، وتقرير جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية عن أعمال الجامعة بين دورتي المجلس التاسعة والثلاثين والأربعين، والتوصيات الصادرة عن المؤتمرات والاجتماعات التي انعقدت في نطاق الأمانة العامة خلال عام 2022م، ونتائج الاجتماعات المشتركة مع الهيئات العربية والدولية، إضافة إلى عدد من الموضوعات التي من شأنها تطوير أعمال المجلس في مجالات الأمن السيبراني ومكافحة الجرائم الإلكترونية ومكافحة الإرهاب.