ارتبطت الأميرة فاطمة الدود مهدي حسب الله، عضو الاتحاد السوداني للهجن، ورئيس اتحاد شمال دارفور للهجن، برياضة الهجن في مدينة موغلة في القدم، ضاربة الجذور في شمال دارفور غربي السودان، وهي المدينة التي عانقت الصحراء الكبرى عمراً طويلاً، خبرتها البادية غياهب وربى ووهاداً، تجوبها آناء الخريف الماطر وأثناء المصايف، يعج بها حنين النوق وأراجيز الحداة فسكنها الحنين وتجاوبت معها قطعان الإبل والظباء.
وقد نشأ ارتباطها وحبها للهجن ورياضاتها وكل تفاصيلها الصغيرة قبل الكبيرة من قلب هذه البادية غرير عاصمة دار (الماهرية) وتاريخها وإرثها البدوي وخبرتها في تفاصيل الإبل رحيلها وسروحها وصرها وحلابها، وفيافيها البعيدة وقطعها المتجاورة.
الهجن رسالة السلام والدبلوماسية الشعبية
لم تجد أسرع من قوة الرياضة تأثيراً وتوصيلاً للرسائل بانسيابية للجميع، حيث عاش إنسان دارفور هول الحروب التي لم يسلم من شرورها أحد في الإقليم.
وهي ترى أن الرياضة عموماً تمثل منصة حيوية للحوار والتبادل الثقافي لتجاوز الأزمات وقبول الآخر، كما ترى أن رياضة الهجن على وجه الخصوص هي رياضة السلام والدبلوماسية الشعبية، فضلاً عن شعور يمتلك دواخلها بواجب تجاه الهجن وتطويرها والحفاظ على الإرث والتراث.
ولم تحس الأميرة فاطمة يومًا بصعوبة في ارتياد مجال الهجن ورياضتها، فالسودان، كما تقول، هي الدولة الثانية امتلاكًا للهجن بعد الصومال، والدولة الأولى امتلاكًا للهجن الأصيلة في العالم.
خدمتها في الهجن "بر" بوالدها وجدها
وأكدت الأميرة فاطمة أن عالم الهجن صعب في مجمله، لكنها لا تهابه، وتملك القوة والإرادة لتطويع الإبل لتسير طوعًا متسابقة، كما أنها ، خلافًا للمألوف، تسنمت موقعها الرفيع رئيسة لاتحاد شمال دارفور للهجن، لقناعتها بأن خدمتها للهجن والأبالة تأتي براً بوالدها الناظر الشيخ الدود الذي كان يسعى لتطويرها دائمًا، ووفاءً لجدها الناظر الشيخ مهدي حسب الله، الذي أهدى أسرتها شرف (المحمل)، والذي يعني الحمولة التي كانت تسير من السلطان إلى الأراضي المقدسة في مكة والمدينة على ظهور سفينة الصحراء وكانت تحملها إبل الماهرية ورجالها في عهد الشيخ مهدي حسب الله.
وبالتالي فقد ورثت الأميرة فاطمة الشرف هدية من أجدادها الذين تصفهم بصناع التاريخ والمجد.
ولديها قناعة كبيرة بأن كل من يعمل في مجال معرفته وثقافته واستطاع التطوير إلى الأفضل؛ فإنه يحقق المطلوب للخروج عن المألوف بأعلى درجات الإيجابية.
وتؤمن الأميرة فاطمة بأن المرأة هي من تصنع الأحداث ولا تنتظرها، وترى أن الوظائف الريادية بما فيها أندية الرياضة يجب أن يتقلدها من يستحقها بالمعرفة والكفاءة والحكمة وليس النوع.
وهي تتفق مع كل الذين يرون كأس العلا بمثابة (كأس العالم) لسباقات الهجن، وخصوصاً بوجود كل هذه الدول المشاركة فيه، وتصفه بأنه صرح شامخ للهوية والحضارة المتجذرة، متمنية إقامة منافساته سنوياً.
وتحتفي الأميرة فاطمة بالعلا كمدينة سياحية وتراها مزيجاً من الحضارات التاريخية والإسلامية التي تضرب بجذورها في عمق التاريخ وذاكرة الوطن وملامحها من نقوش ومبان حجرية، وبما تتميز به من الطبيعة الجبلية التي تشكل وجهه ثقافية حضارية لا مثيل لها، وترى أن الاهتمام بها يمثل إحدى الحواضن الأساسية للهوية الوطنية لهذه الدولة العظيمة، كما ترى أن أكثر ما يلفت النظر في العلا طيبة أهلها وكرمهم وحفاوتهم بالضيوف.
تقديم الامتنان والشكر للمملكة
وأكدت الأميرة فاطمة أن قلبها مليء بالشكر والامتنان للمملكة العربية السعودية وللاتحاد السعودي للهجن على دعوة الاتحاد السوداني وعلى كرم الضيافة وحسن الاستقبال، موضحة أنها تحس بالعرفان لهجانة السودان الذين ظلوا عونًا وسندًا لها، وتهنئهم بإحراز المرتبة الثانية في الشوط الأول.