حذَّر محامٍ ومستشار قانوني من مغبة إعطاء الأرقام السرية لنظام "أبشر"، وكذلك المعاملات المصرفية، لأي شخص غيرك، حتى لو كان قريبًا منك؛ فهذه الخدمة سلاح ذو حدين؛ قد تتحول ضدك في وقت لا يُلام فيه أحدٌ غيرك حال التهاون في ذلك.
وتفصيلاً، أوضح المحامي "رمضان الحنتوشي" لـ"سبق" أن هناك احتيالاً مرتبطًا بنص المادتَيْن الأولى والثانية من نظام مكافحة الاحتيال المالي وخيانة الأمانة، وهذا ملاحَظ مع كثرة الاختراقات، خاصة الحسابات البنكية، في تحويل الأرصدة وفتح الحسابات المصرفية والسجلات التجارية وتحرير السندات.. وليس برضا وموافقة من الضحية، ولكن ذلك مرتبط بطرق احتيالية من كذب وإيهام وخداع وتضليل واحتيال.
وأضاف بأنه إذا كان الشخص مدركًا وعاقلاً، وهو بكامل أهليته المعتبرة شرعًا ونظامًا، ومرتبطًا برضا تام بإعطاء اليوزرات الشخصية والأرقام السرية ورموز التشفير أو التحقق أو التوثيق على الأرقام الموثقة في مركز المعلومات الوطني "نظام أبشر"، المقيد فيه جميع البيانات الشخصية، والسماح للغير بالدخول وإنجاز المعاملات وإصدار السجلات التجارية، أو نقل العمالة أو تجديد الإقامات أو إصدار الخروج والعودة للعمالة، أو إصدار التراخيص، أو التحويلات المصرفية، أو إصدار الشيكات والسندات، أو الكفالات أو الوكالات.. ففي تلك الحالات سيكون مسؤولاً مسؤولية تامة عن جميع تصرفاته، ويتحمل التبعات النظامية والقانونية في حال الوقوع في المحظور، ومخالفة الأنظمة والتعليمات؛ فالتساهل يورد الندامة، وكثير من الأقارب تسببوا في إغراق أقاربهم بالمخالفات المرورية على سبيل المثال، وشراء السيارات، وتراكم الغرامات لدى كثير من الجهات دون ذنب مباشر لهم سوى التساهل في إعطاء اليوزرات والأرقام السرية.
وبيَّن "الحنتوشي" أنه لا يُعذر أحد بجهله للأنظمة بعد نشرها؛ فالمسؤولية الجنائية أو المدنية تقع على مُنشئ الحساب أو مالكه إلا إنْ أثبت أن حسابه الشخصي تم اختراقه أو "تهكيره"، أو أن هناك تزويرًا. فيجب الحرص في ذلك، وعدم إعطاء تلك البيانات الشخصية المشفرة لأي شخص وتحت أي ظرف، حتى لو كان قريبًا مقربًا؛ فالنية الحسنة أحيانًا تودي بصاحبها بسنوات من الديون والسجن.
واختتم بالتحذير من تلك التجاوزات، ومن ذلك تسجيل المركبات وما يتبعها من مخالفات إصدار السجلات التجارية، ودفع الرسوم والضرائب والغرامات والمعاملات المصرفية والتحويلات المريبة المشبوهة.. فالأفضل دائمًا أن يقوم الشخص بإنجاز معاملاته شخصيًّا، وعدم السماح لأحد باستغلالك؛ فالتقنية الحديثة سلاح ذو حدين، إما أن تتقن عملك بنفسك وتنجح، وإما أن تعطي غيرك هذا السلاح ليستعمله ضدك.. وعليك بتحديث أرقامك السرية بصفة مستمرة.