تشييع "البلوي" بعدما تدهورت صحته بسبب انقطاع الكهرباء

بدر الجبل- سبق- تبوك: شيعت جموع المصلين، بعد ظهر اليوم، الشاب سمير البلوي الذي وافته المنية في الساعات الأولى من صباح اليوم، وأديت الصلاة عليه في جامع الدعوة ثم دُفن في مقبرة تبوك، بعد رحلة معاناة مع المرض امتدت لأكثر من 32 عاماً.

 

وكانت صحة الفقيد قد تدهورت مؤخراً بعد انقطاع التيار الكهربائي عن منزله في حي القادسية بتبوك وتوقف جهاز التنفس الخاص به والذي يعمل على الكهرباء، ونشرت "سبق" تفاصيل الحالة عبر تقارير عدة.

 

وكان التيار الكهربائي قد انقطع في بداية الشهر الماضي عن منزل المواطن البلوي بحي القادسية بتبوك وهو يعاني من إعاقة منذ الطفولة ويبلغ من العمر 32 عاماً إلى دخوله العناية المركزة في مستشفى الملك فهد بتبوك، بعد أن توقف جهاز التنفس الخاص به الذي يعمل بالكهرباء، وأدى إلى توقف القلب والتنفس.

 

وانتقلت الفرق الإسعافية التابعة للهلال الأحمر السعودي وأجرت له الإنعاش القلبي الرئوي وتم نقله إلى مستشفى الملك فهد في حالة حرجة، وظل فيها حتى وافته المنية صباح اليوم بعد أن تدهورت صحته تدريجيا ولم يستجب لمحاولات الأطباء المتكررة لإنقاذ حياته.

 

وكان شقيق "سمير"، عبدالله سالم البلوي قال لــ "سبق" في تصريح سابق: "يعيش شقيقي سمير على جهاز تنفس دائم يعمل بالكهرباء، وانقطع التيار الكهربائي عن المنزل لأسباب قيل لنا إنها فنية، فتوقف قلب أخي إلى أن حضرت فرق الإسعاف ونقلته للمستشفى وتم تنويمه بالعناية المركزة".

 

وأضاف: "انقطاع التيار متكرر فقررت شراء محول كهرباء يعمل على السيارة، وكنت أستخدمه في مرات سابقة عديدة عند انقطاع التيار الكهربائي إلا أنني لم أتمكن من استخدامه لحظة الانقطاع، مطالباً شركة الكهرباء بفتح تحقيق حول الواقعة التي تسببت في تدهور صحة شقيقه.

 

وعبّرت الشركة السعودية للكهرباء رداً على ما ذكره شقيق البلوي في خبر "سبق" عن تعاطفها مع ما تعرض له المواطن "سمير البلوي" بسبب انقطاع خدمة الكهرباء عن منزله لمدة ساعة واحدة؛ لتنفيذ أعمال الصيانة الدورية المبرمجة مسبقاً.

 

وأكدت أنها قبل تنفيذ برنامج الصيانة المبرمج تم إرسال رسائل نصية SMS إلى المشتركين بحي القادسية بتبوك؛ كالمعتاد في مثل هذه الحالات، ووصلت الرسالة إلى سكان حي القادسية بتبوك، الذين حدثوا بياناتهم لدى الشركة.

 

وأوضحت إدارة كهرباء تبوك أنها لم تكن لديها معلومات عن وجود الحالات الصحية التي تستوجب استخدام أجهزة طبية على الكهرباء في منزل المواطن البلوي.

 

وأشارت الشركة إلى أن الشبكة قد تتعرض لأعطال خارجة عن إرادتها؛ مثل قطع أو ضرب الكابلات، أو حوادث غير طبيعية؛ مما يتطلب من أصحاب المنازل التي توجد بها حالات مرضية اتخاذ الاحتياطات اللازمة عن طريق توفير أجهزة UPS أو مولد احتياطي.

 

ووصف عبدالله البلوي، شقيق "سمير" ما ذكرته الشركة السعودية للكهرباء بأنه ردّ غير منطقي وجانَبَه الصواب، واعتمد على أعذار متكررة.

 

وقال: لم أتطرق لما تعرض له أخي" عبر "سبق" لطلب التعاطف مع أحد؛ وإنما أطالب بحقوقي كأي مواطن سعودي يتعرض لقضية تستوجب تحقيقاً مفصلاً وجاداً لمعرفة المتسبب".

 

وأضاف: "لم نكن نعلم أن هناك مشروع تحديث البيانات المجاني من قبْل؛ إلا عندما ذهبت لسكرتير المدير العام بتبوك لتقديم شكوى بحسب ما هو متبع ونظامي لما تعرض له شقيقي؛ وذلك قبل نشر الموضوع في صحيفة "سبق"، والذي بادر بإعطائي كتيباً وأوراقاً عن كيفية تحديث البيانات؛ في الوقت الذي يرقد فيه شقيقي في العناية المركزة.

 

وتابع: اتصلت كثيراً بدعم شركة الكهرباء عبر الرقم (933) لأسباب انقطاع التيار الكهربائي المتكرر، وشرحت لهم حالة شقيقي ومدى احتياجه للكهرباء لحالته الصحية التي تستوجب استخدام أجهزة طبية بشكل دائم؛ فلماذا لم يخبروني عن مشروع تحديث البيانات مشيراً أن الوقت الذي انقطع يه الكهرباء أكثر من ساعة

 

وكان مدير كهرباء منطقة تبوك، المهندس مساعد القباع زار "سمير البلوي"، قبل وفاته في العناية المركزة بمستشفى الملك فهد بتبوك، للاطمئنان عليه مؤكداً أن الشركة السعودية للكهرباء حريصة كل الحرص على كل من لديه حالات مرضية بألا ينقطع عليه التيار الكهربائي

 

يذكر أن الكاتب عبدالقادر عياد كان قد تناول في مقاله في صحيفة "الوطن" الحادثة بعنوان "الكهرباء متهمة بمحاولة قتل مواطن"، وتطرق إلى تفاصيل الواقعة.

 

وقال: "كل فعل أفضى إلى إلحاق ضرر بالآخر بغير حق، كان سبباً موجباً للضمان، وفي حادثة هذا المواطن الشركة مسؤولة عن الضرر الذي لحق به، وكاد أن يودي بحياته، وقد يدخل في سياق "القتل الخطأ"؛ فمن سيحاسب هذه الشركة؟".