كان عام 2017م بمثابة علامة فارقة في العلاقات السعودية الإندونيسية، حيث شهد هذا العام زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى إندونيسيا في زيارة رسمية ضمن جولته الآسيوية، وشهد وصول خادم الحرمين حينها موكبًا رسميًا من المطار إلى قصر استانة الرئاسي.
ووقعت بين المملكة وإندونيسيا على هامش هذه الزيارة 5 اتفاقيات شملت توجهات للتعاون في خلق استراتيجيات طويلة الأمد في توطين الخبرات والكفاءات البشرية والتكنولوجيا المتطورة في مجال الموارد البشرية.
كما شملت الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المجال السياحي، وخدمات الحج والعمرة، وبلغت قيمتها أكثر من 13.5 مليار ريال في مجالات الطاقة والصحة والإسكان والسياحة.
وتأتي زيارة رئيس جمهورية إندونيسيا للمملكة، اليوم الخميس، لتوثيق أواصر التعاون بينهما في جميع المجالات.
إذا شهدت زيارة اليوم توقيع عدة اتفاقيات بين البلدين وذلك خلال استقبال سمو ولي العهد للرئيس الإندونيسي، حيث تمثلت الاتفاقيات في اتفاقية مجلس التنسيق الأعلى السعودي الإندونيسي، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال الشباب والرياضة، واتفاقية برنامج تعاون فني في مجالات التقييس المختلفة، مذكرة تفاهم للتعاون في ضمان جودة المنتجات الحلال.
من جهة أخرى، تميزت العلاقات بين المملكة وإندونيسيا منذ نشأتها عام 1948م بالتطور والنمو في مختلف المجالات، وهي من الشواهد البارزة على عمق العلاقات ونضوجها وتحقيق ما يلبي مصالح البلدين والشعبين.
وتشكلت الخطوط العريضة للعلاقات بين البلدين منذ نشأتها في عام 1948م بافتتاح السفارة الإندونيسية في مدينة جدة، والسفارة السعودية في جاكرتا عام 1955م، وتوالي اللقاءات الثنائية والزيارات المتبادلة بين الجانبين، إضافة إلى عقد العديد من اللجان والاجتماعات في مختلف المجالات.
وترتبط المملكة بإندونيسيا بعلاقات وثيقة لكون إندونيسيا أكبر بلد إسلامي من حيث عدد السكان، ولكون المملكة بلاد الحرمين الشريفين ومنها انطلق الإسلام، والبلدان عضوان فاعلان في منظمة التعاون الإسلامي ومجموعة العشرين، وتجمع بينهما على المستوى الشعبي علاقات مميزة.
كما ترتبط المملكة وإندونيسيا بعلاقات استراتيجية في مجال الطاقة، حيث تعد شركة أرامكو للتجارة أكبر مورد للبنزين إلى إندونيسيا، إذ تراوحت حصتها في السوق الإندونيسي ما بين 25 و30 % على مدى السنوات الماضية.