أصبح تنصيب "تشارلز الثالث" ملكًا لبريطانيا، هو الحدث الأبرز في العالم حاليًا، بعدما أعلن مجلس اعتلاء العرش البريطاني، تقلّده الحكم رسميًا في قصر "سانت جيمس" في لندن.
وقد حرص الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على تهنئة الملك تشارلز الثالث، بمناسبة اعتلائه العرش في بريطانيا؛ حيث بعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز برقية تهنئة للملك تشارلز الثالث جاء فيها: "يسرنا بمناسبة اعتلائكم العرش في المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية، أن نبعث لجلالتكم أجمل التهاني، وأطيب التمنيات بالتوفيق والسداد، كما يسرنا أن نشيد بمكانة العلاقات التي تجمع بلدينا، مؤكدين لكم حرصنا على توثيق التعاون الثنائي لما فيه مصلحة بلدينا وشعبينا الصديقين.. متمنين لجلالتكم موفور الصحة والسعادة، ولبلدكم الصديق اطراد التقدم والازدهار".
وعلى الجانب الآخر، فقد عُرف الملك تشارلز بارتباطه بالمملكة العربية السعودية بعلاقة وثيقة، كما اشتهر دومًا بدفاعه عن الإسلام، ومطالباته بتخفيف اللهجة الموجهة للعالم الإسلامي، كما أبدى اهتمامه بالتراث والعمارة الإسلامية، ما جعله من أقرب حكام الغرب إلى العالم الإسلامي.
أمّا علاقته مع السعودية فكانت تتسم بأنها علاقة خاصة جداً، فلا يوجد بلد في العالم زاره تشارلز قبل تولي الحكم، بقدر زيارته للسعودية، حيث كان يزور البلدان المختلفة مرة واحدة كل خمس سنوات، إلا أنه زار السعودية أكثر من 9 مرات، كما ظهر عديد من المواقف التي تظهر تقدير الملك البريطاني للمملكة قيادة وشعبًا وتراثًا.
وقبل سنوات، خطف الملك تشارلز الأنظار حول العالم، بعدما أدّى رقصة العرضة التقليدية في مهرجان الجنادرية للثقافة بالمملكة، محاطاً بكبار الأمراء من العائلة المالكة، وحينها حمل السيف وارتدى الزي التقليدي من كوفية وثوب وعباءة.
وفي عام 2014، أثار ملك بريطانيا اهتمامًا كبيرًا، بعدما توشح الزي السعودي الخاص بالعرضة، وهو عبارة عن قطيفة مطرزة بالخيوط الذهبية والفضية ذات أكمام طويلة، ولبس معها الشماغ والعقال، وهذا اللباس عادة ما يرتديه من يؤدي الرقصة المصاحبة للعرضة، كما ظهر وهو يتمايل بالسيف المذهب الذي يعد عماد العرضة.
ومع انتشار اللقطات التي توثق رقصه في المملكة، أُطلق على الملك البريطاني لقب "تشارلز العربي"، حيث تعبّر الرقصة التقليدية لأهالي نجد تمجيداً لانتصارهم في المعارك، وتأتي في سياق تكريم القيادة السعودية لضيوفها البارزين.
وفي شهر يونيو الماضي، عاد الحديث عن عشق الملك تشارلز لتراث المملكة من جديد، وتحديدًا في حفل اليوبيل البلاتيني للملكة الراحلة "إليزابيث"، حينما خطفت الملكة كاميلا، الأنظار بارتدائها "دقلة" للمصمم السعودي يحيى البشري، التي أهداها إلى زوجها الملك تشارلز قبل 25 عامًا.
وتعبيرًا عن تقديرها وزوجها للمملكة، قررت كاميلا باركر تحويل الهدية المستوحاة من التراث السعودي، والتي احتفظ بها الملك تشارلز منذ زيارته لجنوب السعودية قبل عدة سنوات، إلى قطعة نسائية لارتدائها في الحفل الذي تابعه الملايين حول العالم.
وحينها قال المصمم السعودي يحيى البشري، إنه أثناء زيارة الأمير تشارلز للسعودية قبل 25 عامًا، كُلف بحياكة زيّ مستلهم من التراث السعودي وتقديمه إلى وريث التاج البريطاني، وفورًا اختار "الدقلة" لتكون الرداء الذي سيعمل عليه، كونها مميزة وملائمة للمناسبات، وأضاف: "يهتم تشارلز بالنقوش العربية والإسلامية، ولذلك كانت ردة فعله جميلة حينما رأى الهدية، وبعد هذه المدة ذهلت كما الناس حينما ارتدتها الدوقة بأهم محفل ببريطانيا أمام جمهور غفير".
وفي عام 2015، حرص الملك تشارلز على زيارة عدد من المواقع الأثرية والتراثية في محافظة العلا، في إطار زيارته للمملكة، بدعوة من رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، وبناء على توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- باطلاع ولي عهد بريطانيا، على مواقع الآثار والتراث الوطني المهمة في المملكة.
وحينها، وقف ملك المملكة المتحدة على موقع الحجر "مدائن صالح"، أهم موقع أثري في المملكة، وأول موقع سعودي مسجل في قائمة التراث العالمي لليونيسكو، واطّلع على المعالم الأثرية في الموقع، كما زار محطة سكة حديد الحجاز بالحجر التي قامت الهيئة العامة للسياحة والآثار بتأهيلها ضمن مشروع تطوير وتأهيل موقع مدائن صالح.
وفي عام 2018، التقى الملك تشارلز، ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وأقام ولي العهد البريطاني -آنذاك- مأدبة عشاء في لندن على شرف الأمير محمد، والذي كان يزور المملكة المتحدة في هذا الوقت.
وفي العام الماضي، حرص الملك تشارلز الثالث على دعم مبادرة السعودية الخضراء، التي أطلق نسختها الأولى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، بصفته رئيس اللجنة العليا للسعودية الخضراء.
وحينها قال الملك تشارلز إن مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر الأوسع نطاقاً، اللتين تستضيفهما الرياض، ستسهمان في تسريع التقدم الكبير الذي تمّ إحرازه بالفعل.