"الحب المعلن أمام الشاشات".. "قنش": رومانسية الأزواج بمواقع التواصل قد تدمّر حياتهما

أشار إلى استطلاع وقال: 62% يرون أن مشاركة اللحظات السعيدة بينهما تُمثّل شيئاً سلبياً
استشاري علم النفس السلوكي والمعرفي ماجد علي قنش
استشاري علم النفس السلوكي والمعرفي ماجد علي قنش

قال استشاري علم النفس السلوكي والمعرفي الدكتور ماجد علي قنش، إن ظهور الزوجين في مواقع التواصل على وضع المدح والإطراء والرومانسية مع التباهي قد يدمّر حياتهما.

وأوضح، أن صديقات الزوجة قبل زمن التواصل الاجتماعي، أضحين يغبطنها على هذا الزوج المساند الداعم، الرومانسي، حلو الكلام، حتى إن كانت "لم تسمع من زوجها كلمة مواساة أثناء مرضها، ولم ترَ الحبّ يحركه ليصنع لها كوباً من الليمون، أو يظلّ بجانبها عوضاً عن أن يلتقي صديقاً في مقهى، لكنّها فوجئت مع مَن فوجئ حين رأت منشور الحبّ العلني فما بين الواقع والخيال!

وتابع: "هنا يُثار التساؤل حول حقيقة ما نراه من مدح بين الزوجين لبعضهما على وسائل التواصل، وهل يقتصر الأمر فقط على عرض مسرحي للذات وعلاقتها بالشريك، أم إن التعبير فعلاً دليل على ما تُشعِر به العلاقة أصحابها؟".

وأوضح قنش، لـ"سبق"، أن "بعض متابعي مواقع التواصل الاجتماعي وجدوا حياة مثالية يصدّرها بعض الأزواج بشكل يفوق الواقع، وهو ما يضطر أزواجاً إلى الهرب من هذا الوسط الذي يعرّضهم للجنون، لكن هل هذا الأمر حقيقي بالفعل، حيث وجد أن الاعتماد على الشبكات الاجتماعية يزداد كلما خطت العلاقات الحميمية خطوة إلى الوراء، فالمرء قد يقوم بعرض جزءٍ من ذاته لينال إعجاب وتفضيل الجمهور، وهذا سلوكٌ يتوخى منه المرء توصيل بعض المعلومات حول الذات، أو بعض من صورة الذات، إلى الآخرين.

وتابع يقول: "هذه الحالة تدفع المرء أحياناً إلى استعراض شيء من حياته الخاصة على مواقع التواصل ليقنع ذاته والجمهور بالصورة النمطية التي يحب أن يكون عليها، كأن يكون عاطفياً أو رومانسياً يغبط المشاهدون شريكه عليه، وهو ما تساعد فيه المنصات الإلكترونية بما تتيحه للمرء من اختيار وتحرير وتنقيح لكل ما يريد نشره قبل إذاعته على الملأ، الأمر الذي يتوافق كثيراً مع نظرية عالم الاجتماع إرفينغ غوفمان، حول عرض الذات أمام الجماهير على خشبة المسرح.

وهنا مسألة جدلية أساسية تكمن خلف تفاعلاتنا الاجتماعية، وهي أن الفرد عندما يكون في حضور الآخرين، فإنه يسعى لاستكشاف واقعهم، ومن ثم يقوم بتصدير صورته إليهم بالشكل الذي يتسق مع مصلحته الذاتية، وهو ما يحقق له الاهتمام.

وأشار "قنش"، إلى أن هناك دراسة عن الحب المعلن الذي يحدث أمام الشاشات، وتم سؤال مجموعة من الناس حول هل الحب المعلن هو علاقة قوية أم صورة مهتزّة؟ ماذا ترى في الحب المُعلن؟ حيث دار استطلاع رأي لزوّار "صفحات التواصل الاجتماعي" شارك قرابة 400 زائر من روّاد موقع التواصل الأشهر لمعرفة موقف الممارسين والمشاهدين على حد سواء، ففي مشاركة غلب عليها الطابع الأنثوي بواقع 74.8% للإناث و25.2% للذكور، رأى 62% من المشاركين أن مشاركة اللحظات السعيدة بين الزوجين على مواقع التواصل تُمثّل شيئاً سلبياً، بخلاف 3.5% رأوا في ذلك إشارة جيدة تستلزم التكرار، بينما اختار 34.3% كلمة "ربما" في الإجابة عن ذاك.

وأردف: "على الرغم من الفارق الكبير في نسب الاختيار، فقد تباينت الآراء في الجانبين: الرافض والمرحب على حد سواء، فرأى عدد من الرافضين أن الامتناع عن تصدير الصورة المثالية بين الزوجين على مواقع التواصل من شأنه أن يحافظ على مشاعر الآخرين، الذين قد يرون في حياتهم بؤساً واضحاً وعجزاً عن الترفيه، كما يفعل هؤلاء المبتسمون السعداء، ويصف المعارضون الظاهرة بأنها تعبير عن ضعف العلاقة الحقيقية بين الزوجين بما يدفع أصحابها إلى تزيينها، وكذا لم تخل آراؤهم من ذكر الحسد، كخطر يحيط بالمعلنين عن علاقتهم، إلى آخر تلك الأسباب التي ترى أن الاحتفاظ بخصوصية هذه الأمور خيرٌ من عرضها على المشاع".

واختتم يقول: "في الجانب الآخر فريق المؤيدين، على الرغم من ضآلته، قد حمل من التبريرات ما يدفع أصحابه إلى الدفاع عن موقفهم، فانحصرت أغلب الآراء في الشعور الإيجابي الذي تبثه تلك المنشورات للطرفين وللجمهور، إضافة إلى ما تمثله حسب تعبيرهم من ذكرى تُخلّد للزوجين ما مرّ بهما من أوقات طيبة؛ لكن، وفي الوقت ذاته، فإن عدداً من الموافقين رأوا أهمية الاعتدال في ممارسة هذا السلوك؛ حتى يبتعد الفعل عن الابتذال واستفزاز مشاعر الغير".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org