أبرزهم "خادم الحرمين" وآخرهم "أمير القصيم".. شفاعات المسؤولين "كلمة السر" في عتق الرقاب

الإنسانيات لا تتوقف في سبيل إنقاذ حياة سجناء خلف القضبان
الأمير عبدالله بن بندر خلال شفاعته لإعتاق رقبة سجين
الأمير عبدالله بن بندر خلال شفاعته لإعتاق رقبة سجين

من بين جميع دول العالم، تُعرف المملكة بتطبيق الشريعة الإسلامية، والحرص على إقامة الحدود في القصاص، إلا أن الأمر لا يخلو من المواقف الإنسانية التي تستهدف عتق رقاب بعض ممن صدرت عليهم أحكام بالقصاص في السجون، من خلال شفاعات يقوم بها بعض المسؤولين والعلماء ووجهاء المجتمع لدى ما يسمى بـ "أصحاب الدم"، من أجل إنقاذ حياة، تنفيذًا لمبادئ الإسلام الحنيف في العفو عند المقدرة.

آخر تلك الشفاعات كان أجرها من نصيب أمير منطقة القصيم رئيس لجنة إصلاح ذات البين "عفو" الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، والذي أثمرت تدخلاته عن تجاوب خيري من أولياء الدم، ما أدى إلى عتق رقبتي مواطنين من القصاص، بعد أن التقى أولياء المجني عليهما للتنازل عن القصاص الذي كان مقررًا تنفيذه خلال الفترة القادمة.

وأكد أمير القصيم، خلال حديثه مع أولياء الدم، أن العفو عند المقدرة من أخلاق أهل الإسلام ومن عزائم الأمور، سائلاً الله تعالى أن يعظم لهم الأجر والمثوبة ويجزيهم خير الجزاء ويغفر لموتاهم، في حين عبّر ذوو المتوفين عن شكرهم للأمير، مؤكدين أن الوطن بقيادته يقوم على إعطاء الحقوق وتحكيم كتاب الله وسنة نبيه.

وعلى الجانب الآخر، فإن ما حدث في القصيم لم يكن الواقعة الأولى، حيث سبق ذلك العديد من الشفاعات التي قدمها كبار المسؤولين في المملكة لعتق الرقاب.

الملك وولي العهد

ومن أبرز حالات عتق الرقاب، ما حدث في العام 2018، حينما أثمرت شفاعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وتدخل أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد، عن عتق رقبة السجين محمد بن جبران الواقدي القحطاني، المحكوم عليه بالقصاص لقتله الشاب علي بن سعد بن حسين آل مجمل السنحاني.

وجاء العفو بعد اجتماع للقبائل محافظة أحد رفيدة بمنطقة عسير، حيث اجتمع أكثر من 1500 شخص يتقدمهم نائب شيخ شمل قبائل قحطان ووداعة الشيخ عبدالله بن فهد آل دليم، إلى جانب عددٍ من شيوخ القبائل، الذين سعوا في الإصلاح والتدخل في الشفاعة بعد قبول أسرة آل مجمل "أهل الدم" بذلك.

وكانت الحادثة وقعت قبل ثلاث سنوات، وأسفرت عن مقتل الشاب علي بن سعد آل مجمل على يد الشاب محمد بن جبران الواقدي، ومنذ ذلك اليوم وهناك تدخل من القبائل التي سعت للصلح، حتى بعد اجتماع ومشاورات دامت عشر ساعات انتهت بقبول أهل الدم "أسرة آل مجمل" بصلح مشايخ القبائل الذين فرضوا مبلغًا ماليًا وسيارة جديدة، وتم الإعفاء وعتق رقبة السجين الواقدي.

خادم الحرمين الشريفين

وفي عام 2013، أعلنت إحدى العائلات المقيمة في السعودية من الجالية المالية، تنازلها عن قاتل ابنها من الجنسية السعودية استجابة لشفاعة العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله.-

وفي هذا الوقت، أكد وليد الطارقي، الوكيل الشرعي لذوي القتيل، أنهم تنازلوا عن حقهم في القصاص لوجه الله تعالى، ثم استجابة لشفاعة خادم الحرمين الشريفين الراحل، رحمه الله.

قبل ساعات من الرحيل

وفي واقعة لن تُنسى، حدثت قبل 48 ساعة فقط من رحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، كانت رقبة سلطان بن صالح الوادعي هي آخر رقبة تعتق لوجه الله تعالى بشفاعة الملك الراحل؛ لتكتب للوادعي حياة جديدة، بعد أن أعلن والد المقتول عوض بن عون الشهري قبول شفاعة الملك.

توفيق حسين المالكي

وكذلك، أثمرت جهود وشفاعة أمير منطقة جازان، رئيس اللجنة المركزية لإصلاح ذات البين، الأمير محمد بن ناصر، عن عتق رقبة المواطن توفيق حسين المالكي من القصاص، بعد تنازل ذوي المقتول عماد عبدالله المالكي، عن دم ابنهم لوجه الله تعالى، وذلك بجهود متواصلة من لجنة إصلاح ذات البين، وعدد من مشايخ وأهالي المحافظة، للسعي إلى الإصلاح والتوفيق بين أسرتي الجاني والمجني عليه.

ووقعت جريمة القتل بسبب خلاف خاص نشب بين الجاني والمجني عليه بالسجن العام بمدينة جازان، وتم التنازل ابتغاء ثواب الله، عز وجل، ثم استجابة لشفاعة أمير المنطقة ونائبه.

أمير منطقة جازان

وكذلك استجاب أولياء المجني عليه نادر بن أحمد محمد ناصر لشفاعة سمو نائب أمير منطقة جازان، الأمير محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز، في عتق رقبة المواطن تركي بن يحيى فقيهي من القصاص.

وتنازل ذوي المقتول عن دم ابنهم لوجه الله تعالى، وذلك بجهود متواصلة من لجنة إصلاح ذات البين، للسعي إلى الإصلاح والتوفيق بين أسرتي الجاني والمجني عليه.

أمير منطقة الباحة

كما نجحت شفاعة الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة في تنازل أسرة القتيل معيض بن عطية الزهراني، عن قاتلي ابنهم.

واستقبل الأمير أسرة القتيل وحثهم على العفو عن الجانيين طلبًا للأجر والمثوبة من الله - سبحانه وتعالى - وقد استجابوا لشفاعته، وأعلنوا عفوهم عن قاتلي ابنهم وهما الشقيقان محمد وسعيد الغبيشي من القصاص.

أمير منطقة عسير ووزير الحرس الوطني

كما نجحت شفاعة أمير منطقة عسير تركي بن طلال بن عبدالعزيز في إعتاق رقبتين، وذلك بعد اجتماع الأمير بأولياء الدم في محافظة بيشة في عام 2019، ووقتها دشن مغردون هاشتاق يقول: "شفاعة أمير عسير تعتق رقبتين"، حيث ثمن المغردون شفاعة ووجاهة الأمير ودوره في إعتاق الرقبتين.

وفي حادثة أخرى منفصلة في التوقيت نفسه، نجحت شفاعة وزير الحرس الوطني عبد الله بن بندر بن عبدالعزيز في إعتاق رقبة سجين يدعى محمد بن هليل الفدعاني، بعد أن التقى أولياء الدم في حي النظيم.

عيدية رمضانية

وفي عام 2018، وتحديدًا قبل عيد الفطر المبارك أسهمت جهود وشفاعة الأمير فيصل بن سلمان، أمير منطقة المدينة المنورة، في عتق رقبة الشاب فهد بكر الهوساوي من القصاص، عقب تنازل ذوي المجني عليه رائد فهد الحمدان عن قاتل ابنهم.

وحينها، التقى أمير منطقة المدينة المنورة والدَ القتيل فهد الحمدان، وحثه على العفو عن الجاني طلبًا للأجر والمثوبة من الله، واستجاب الحمدان لشفاعة أمير المنطقة، وأعلن عفوه عن قاتل ابنه رائد الحمدان.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org