جسور إغاثية ومليارات مساندة.. "ملوك السعودية وشعبها".. ملحمة تاريخية في دعم فلسطين

88 عامًا من التضحيات تتواصل بعناية الملك سلمان وتشهد بها الأعين في غزة وقمم العرب
جسور إغاثية ومليارات مساندة.. "ملوك السعودية وشعبها".. ملحمة تاريخية في دعم فلسطين
تم النشر في

هي ملحمة وطنية تاريخية، لا ريب، سطّرت فصولَها مواقفُ راسخة وتضحيات جليلة، الْتحم فيها جموع الشعب السعودي خلف قيادته الرشيدة -حفظها الله- من أجل نصرة الشعب الفلسطيني الشقيق وقضيته العادلة؛ تلك القضية التي يعلو فيها صوت كل مواطن سعودي بترديد نداء القيادة للدعم والإغاثة والإجابة بـ"سمعًا وطاعة لأجل أشقائنا"، رافعين راية الأمة ومساندين قضيتها الأولى.

التبرع بتكاليف الزواج

وخلال هذه الملحمة سُطّرت مواقفُ شعبية مختلفة مشرفة، أبرزها واقعة تعود أحداثها إلى ما قبل 59 عامًا، وتتلخص قصتها في وثيقة كشفت عن قرار أسرة سعودية في جدة، إلغاء حفل زفاف أبنائها، والتبرع بتكاليف الحفل لأسر الشهداء في فلسطين؛ وذلك ضمن مشاركات كبيرة جدًّا من الجانب الشعبي، قام بها المواطنون السعوديون لنصرة القضية الفلسطينية في تلك الفترة.

مواقف لا تنضب

وفي المواقف التي لا تنضب، تتجلى مسيرة مساعدات بدأتها السعودية منذ عهد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- منذ مؤتمر لندن عام 1935م المعروف بمؤتمر المائدة المستديرة لمناقشة القضية الفلسطينية؛ حيث دعمت المملكة وساندت القضية الفلسطينية على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، واستمر الدعم وصولًا إلى العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة هذا العام، والجسور الجوية السعودية والقوافل البحرية العاجلة، تنقل الأدوية والمستلزمات الطبية، والمعونات الغذائية إلى الأشقاء الفلسطينيين.

جسور سعودية وقوافل عاجلة

وفي العدوان الجاري الذي تشنه القوات الإسرائيلية على غزة والمعروف بـ"أحداث أكتوبر"، وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- بإطلاق حملة شعبية عبر منصة "ساهم" التابعة لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية؛ وذلك لإغاثة الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة.

ودُشنت الحملة بتبرع سخي من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده بـ50 مليون ريال؛ فيما تجاوب المواطنون مع التوجيه الكريم بـ"سمعًا وطاعة لأجل أشقائنا"، ووصلت تبرعات السعوديين حتى الآن إلى 595 مليون ريال، قُدمت من 1.283.197 متبرعًا.

وعلى ذات النسق وخط الدعم الكبير من المملكة، سيّر مركز الملك سلمان للإغاثة جسرًا جويًّا، وصل منه حتى الآن 33 طائرة إلى مطار العريش الدولي كمحطة أولى؛ تمهيدًا لدخول المساعدات إلى القطاع.

توجيهات ملكية ممتدة

وسبَق ذلك عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- الذي أمر عام 2009م تزامنًا مع العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، بتسيير جسر جوي عاجل لنقل الأدوية والمستلزمات الطبية وطائرات الإخلاء الطبي لنقل الجرحى والمصابين لعلاجهم في مستشفيات المملكة.

ولم يقتصر الأمر على ذلك؛ بل قام -رحمه الله- بزيارة لعدد من المصابين الفلسطينيين الذين وصلوا ضمن الدفعة الأولى للعلاج، واطمأن على صحتهم، وأوصى ببذل أقصى الجهود للعناية بهم والاهتمام بمرافقيهم.

ووجّه الملك عبدالله -رحمه الله- حينها بصرف مبلغ مالي يومي للمرضى الفلسطينيين المُحَالين للعلاج بالمملكة ومرافقيهم، بواقع (150) ريالًا تُصرف يوميًّا للمريض وكذلك المرافق طوال فترة تواجدهم بالمملكة.

كما وجّه -رحمه الله- بإطلاق حملة تبرعات شعبية عاجلة في عموم مناطق المملكة؛ للمساهمة في مساعدة وعون وإغاثة الأشقاء الفلسطينيين، وقد بلغ إجمالي التبرعات المادية حينها (177.504.544) ريالًا.

من بغداد إلى الجزائر

وبالعودة إلى تاريخ الدعم، نجد أيضًا أن المملكة التزمت في قمة بغداد عام 1978م بتقديم دعم مالي سنوي للفلسطينيين قدره مليار وسبعة وتسعون مليونًا وثلاثمائة ألف دولار؛ وذلك لمدة عشر سنوات من عام 1979م وحتى عام 1989م.

وفي قمة الجزائر الطارئة عام 1987م، قررت المملكة تخصيص دعم شهري للانتفاضة الفلسطينية قُدّر بـ6 ملايين دولار، كما قدمت المملكة في الانتفاضة الأولى عام 1987م تبرعًا نقديًّا لصندوق الانتفاضة الفلسطيني بمبلغ مليون وأربعمائة وثلاثة وثلاثين ألف دولار، وقدمت أيضًا مبلغ مليوني دولار للصليب الأحمر الدولي لشراء أدوية ومعدات طبية وأغذية للفلسطينيين.

واستمر الدعم السعودي الفلسطيني؛ فقد تعهدت المملكة بتمويل برنامج إنمائي عن طريق الصندوق السعودي للتنمية، وقد بلغ حجمـه ثلاثمائة مليون دولار للاهتمام بقطاعات الصحة والتعليم والإسكان، وقد تم الإعلان عن الدعم في مؤتمرات الدول المانحة خلال الأعوام 94- 95- 97- 1999م.

وبالإضافة إلى الدعم السابق قررت المملكة منح إعفاءات جمركية للسلع والمنتجات الفلسطينية؛ فيما أوفت المملكة بكامل مساهماتها المقررة حسب قمة بيروت مارس 2002م لدعم ميزانية السلطة الفلسطينية، وما أكدت عليه قمـة شرم الشيخ مارس 2003م بتجديد الالتزام العربي بهذا الدعم؛ حيث قامت بتحويل كامل الالتزام وقدرة 184.8 مليون دولار للفترة من 2002م- 2004م.

قمتا تونس والقاهرة

كما أوفت المملكة بكامل التزاماتها المقررة حسب قمة تونس مايو 2004م الخاصة باستمرار وصول الدعم المالي لموازنة السلطة الفلسطينية لستة أشهر تبدأ من أبريل حتى نهاية سبتمبر 2004م؛ حيث قامت بتحويل كامل المبلغ وقدرة 46.2 مليون دولار.

واستمرارًا لدعم المملكة للقضية، فقد بادرت عام 2000م -وتحديدًا في مؤتمر القمة العربي في القاهرة- باقتراح إنشاء صندوقين باسم صندوق الأقصى وصندوق انتفاضة القدس برأسمال قدره مليار دولار وتبرعت بمبلـغ 200 مليون دولار لصندوق الأقصى الذي يبلغ رأسماله 800 مليون دولار، وتبرعت بمبلغ 50 مليون دولار لصندوق انتفاضة القدس الذي يبلغ رأسماله 200 مليون دولار.

ما سبق ليس كل ما قُدّم، ولكن بعض من الكل، تم استعراضه بإيجاز، ليستطيع المتلقي استيعابه، أما دعم المملكة فيحتاج كتبًا لتوثيقه؛ حيث إنه تاريخ كبير من الدعم، تتخلله الكثير من التفاصيل والأرقام، والمملكة كانت -ولا تزال- الداعم الأول للقضية الفلسطينية، والشعب الفلسطيني الشقيق.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org