تقرير الصحة المستقبلية لعام 2023 من فيليبس يسلط الضوء على دور السعودية في تعزيز نموذج الرعاية الصحية المتمحور حول المرضى

تقرير الصحة المستقبلية لعام 2023 من فيليبس يسلط الضوء على دور السعودية في تعزيز نموذج الرعاية الصحية المتمحور حول المرضى

برزت الرعاية الصحية في السنوات الماضية بوصفها أحد المؤشرات التي تعكس المرونة الاقتصادية والجانب التنافسي لدى الدول، فيما ساهم التحول الرقمي المستمر في توفير اعتبار جديد ضمن هذا المجال.

وعمدت الاقتصادات التقدمية إلى تحقيق التحول الرقمي في الأنظمة الصحية من خلال تبني قابلية نقل البيانات وأدوات التشخيص المتقدمة والذكاء الاصطناعي، وذلك في سبيل تحسين تجارب المرضى، وتعزيز أوجه الكفاءة التشغيلية، والوصول إلى خدمات الرعاية الصحية مقبولة التكلفة. ويفيد تقرير مؤشر الصحة المستقبلية من فيليبس لعام 2023 بأن المملكة العربية السعودية تبذل جهوداً حثيثة لاعتماد عمليات تحول مماثلة بشكلٍ فعال.

ويستند تقرير مؤشر الصحة المستقبلية لعام 2023 من فيليبس إلى أبحاث خاصة بالشركة شملت حوالي 3,000 من قادة الرعاية الصحية وفئة الشباب من أخصائيي الرعاية الصحية في 14 دولة، بما فيها المملكة العربية السعودية. وأشار محمد مصطفى، المدير العام للأنظمة الصحية في شركة فيليبس الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، إلى أن التقرير يسلط الضوء على التحول التدريجي الذي يشهده قطاع الرعاية الصحية في المملكة، وقال: "تتسم رحلة التحول الطموحة في قطاع الرعاية الصحية بالالتزام الراسخ بالابتكار والتطور الرقمي. ويظهر جلياً أن المملكة تواكب التغييرات وتبذل جهوداً دؤوبة لرسم ملامح مستقبل قطاع الرعاية الصحية". ومن الواضح أن هذه التحولات جاءت نتيجة اعتماد الحلول التكنولوجية المبتكرة.

اعتماد التكنولوجيا في قطاع الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية

يشير التقرير الشامل إلى أن حوالي 63% من قادة الرعاية الصحية في السعودية يستخدمون أو يخططون لاستخدام التقنيات الرقمية للرعاية الصحية للمساعدة في تقليل الأثر الناجم عن النقص في القوى العاملة. وجاءت هذه المؤشرات الإيجابية مدعومة بإجماع نحو 53% من المشاركين في الاستبيان على أن نماذج تقديم الرعاية المبتكرة قد تحسن سلامة المرضى، إلى جانب أسعارها المعقولة والقيمة العالية التي توفرها مقابل المال. وبالتالي، يندرج اعتماد النماذج المتمحورة حول المرضى ضمن العوامل الرئيسية لتبني التحول الرقمي في قطاع الرعاية الصحية السعودي.

وفي الوقت الراهن، يتجلى بشكلٍ واضح مدى الإقبال الكبير على تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث يستفيد حالياً 77% من قادة القطاع من قوة الذكاء الاصطناعي، بزيادة عن نسبة العام الماضي التي بلغت 46%. كما ارتفعت نسبة الشركات الراغبة في تعزيز استثماراتها في مجال الذكاء الاصطناعي إلى 96% في السنوات الثلاث المقبلة، مع التركيز على مواصلة نهج التطوير، مما يعزز المكانة الرائدة التي تتمتع بها المملكة في قطاع الرعاية الصحية العالمي. ومن المتوقع أن يساهم الاعتماد المستمر للتكنولوجيا في توفير فوائد استثنائية، ومنها أن تكون النقلة النوعية المنشودة ثمرة منهجية التحول الرقمي القائمة على النتائج في المقام الأول. وتنعكس مزايا هذه المنهجية في استخدام التكنولوجيا لتمكين الموظفين والعاملين في قطاع الرعاية الصحية.

تمكين الموظفين من خلال التكنولوجيا

يشير التقرير إلى وجود تفاوت في ارتفاع مستويات الإجهاد والإرهاق بين العاملين في قطاع الرعاية الصحية. وتشمل العوامل العديدة المسببة لذلك العمليات التقليدية التي تتطلب مزيجاً هائلاً من الأعمال الورقية والقانونية المضنية، حيث تساهم التقارير الرقمية وإدارة بيانات الرعاية الصحية القائمة على السحابة في تقليل الحاجة إلى العمل البدني، فضلاً عن تعزيز إنتاجية الموظفين من خلال تسهيل وصولهم إلى المعلومات المطلوبة، بالتوازي مع رفع مستوى الكفاءة التشغيلية. ويستفيد حوالي 63% من قادة الرعاية الصحية في السعودية يستخدمون أو يخططون لاستخدام التقنيات الرقمية للرعاية الصحية للمساعدة في تقليل الأثر الناجم عن النقص في القوى العاملة.

وأضاف محمد مصطفى بالقول: "يتجه قادة قطاع الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية إلى اعتماد الحلول التكنولوجية بهدف زيادة الإنتاجية والرضا بين المتخصصين في مجال الرعاية الصحية. وتلعب هذه الاستثمارات دوراً حيوياً في استقطاب المواهب والاحتفاظ بها، فضلاً عن تعزيز تقديم خدمات الرعاية وزيادة كفاءتها". ويتجه الأخصائيون من فئة الشباب نحو تبني العمليات القائمة على البيانات، حيث يتيح اعتماد مزودي خدمات الرعاية الصحية للتكنولوجيا استقطاب المواهب المميزة، وتلعب هذه الكفاءة دوراً في تعزيز المرونة التشغيلية، مما يسهم في تحقيق نتائج تجارية إيجابية. كما أشار تقرير فيليبس إلى تنامي مشاركة فئة الشباب من أخصائيي الرعاية الصحية في رسم ملامح مستقبل القطاع.

ويفضل حوالي 35% من أخصائيي الرعاية الصحية الشباب في المملكة العمل ضمن مرفق صحي يقدم الرعاية المتصلة مع وجود مسارات سريرية مبسطة. كما يؤكد 35% من المشاركين في التقرير عند اختيارهم لمكان العمل على مدى أهمية اعتماد مرافق الرعاية الصحية للذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية واستخدام التكنولوجيا في مختلف المهام اليومية. ويرى مزودو الرعاية الصحية الشباب أن التحسن في تثقيف المرضى يمثل فائدة رئيسية لنماذج الرعاية الصحية القائمة على التكنولوجيا، فضلاً عن زيادة امتثال المرضى أو الالتزام ببروتوكولات العلاج والشراكات الخارجية لتحقيق نتائج صحية إيجابية بقيادة أفراد المجتمع. ولكنّ هذه النتائج سيكون لها تأثير حتمي على القرارات التجارية لمزودي خدمات الرعاية الصحية والسياسات الحكومية ذات الصلة أيضاً.

دور الشراكات في تعزيز الأنظمة الصحية المجتمعية

يسلط تقرير فيليبس الضوء على أهمية الشراكات الخارجية في تطوير نماذج الرعاية المتمحورة حول المرضى والقائمة على البيانات. وفي هذا الصدد، أضاف السيد محمد مصطفى: "تلعب الشراكات الاستراتيجية دوراً محورياً في دفع عجلة الابتكار والاستدامة ضمن قطاع الرعاية الصحية، حيث يخطط 38% من قادة القطاع للتعاون مع الشركات المتخصصة في تكنولوجيا الرعاية الصحية، واعتماد منهجية استراتيجية جديدة للاستفادة من الخبرات الخارجية. ويُظهر أخصائيو الرعاية الصحية من فئة الشباب توجهاً مماثلاً، حيث أعربوا عن رغبتهم في اعتماد نماذج جديدة للشراكات تتجاوز الأطر التقليدية في القطاع بهدف تحسين نتائج علاج المرضى".

وتستند آراء السيد محمد مصطفى إلى ضرورة مواكبة الأنظمة الصحية لمتطلبات المرضى المتنامية في فترة ما بعد أزمة كوفيد-19، إذ يبحث المرضى بشكل متزايد عن مستويات أعلى من الشفافية والمحاسبة في هذه الأنظمة، مما يفرض على مزوّدي خدمات الرعاية الصحية التعاون مع الأخصائيين الشباب للاستفادة من وجهات نظرهم الجديدة، لا سيما تلك المتعلقة بالتقنيات التكنولوجية الحديثة. ووفقاً لفيليبس، تُساعد الجهود التعاونية في قطاع الرعاية الصحية على تزويد المرضى بقيمة صحية قابلة للقياس، ومعالجة المشكلات المعقدة التي يواجهها القطاع في مجال المسؤولية البيئية والاجتماعية والحوكمة.

وتأتي هذه الفكرة مدعومةً بنتائج الاستبيان التي تشير إلى إجماع أخصائيي الرعاية الصحية السعوديين من مختلف الأعمار على أهمية التعاون في تقديم الرعاية الصحية المتكاملة والمستدامة. وقد أشار 36% من المشاركين في الاستبيان إلى ضرورة وضع أهداف استدامة واضحة وطموحة مع قياس التقدم، وتعيين المزيد من الموظفين ذوي المهارات المتخصصة لتعزيز هذه المبادرات. ويؤكد السيد محمد مصطفى أن هذه التوجهات تتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي تركز على بناء الشراكات العابرة للقطاعات، وتعزيز مشاركة الشباب، وتسريع التحول الرقمي بالاستناد إلى منهجية قائمة على النتائج.

وأضاف قائلاً: "ساهمت فيليبس على مدار 90 عاماً في تطوير مشهد الرعاية الصحية بشكلٍ فعال في المملكة. ونؤكد التزامنا بدعم رؤية المملكة 2030 التي تتماشى مع رسالتنا المتمثلة في الابتكار من أجل إرساء عالم أكثر صحة واستدامة. وتتمحور جهودنا في هذه الرؤية الطموحة حول تقديم أفضل الابتكارات التي تضمن جودة الرعاية الصحية، وتسهم في الارتقاء بمستويات الرعاية الصحية في المملكة". كما أشاد السيد محمد مصطفى بالمبادرات التي أطلقتها المملكة في إطار رؤية المملكة 2030، مثل برنامج تحول القطاع الصحي، وتحدث عن خطط فيليبس في المنطقة في عام 2024 وما بعده.

آفاق المرحلة المقبلة

تسعى فيليبس إلى الاستفادة من الظروف المواتية التي توفرها رؤية المملكة 2030 لتعزيز القيمة التي تقدمها في مجال الاستدامة. وتتبنى شركة الإلكترونيات الرائدة منهجية قائمة على تحقيق الأهداف، كما تعتزم بناء الشراكات الاستراتيجية مع شركاء جدد في القطاعين العام والخاص. ووفقاً للسيد محمد مصطفى ، يتمثل هدف الشركة في توفير الحلول السريرية الأساسية، وتزويد أخصائيي الرعاية الصحية بالدعم اللازم لإنشاء نموذجٍ يتمحور حول المريض ويضمن مصالح جميع الجهات المعنية دون الإضرار بالبيئة. وتمتلك المملكة أفضل الإمكانات لتحقيق هذا الهدف الطموح.

وأضاف السيد محمد مصطفى: "تلعب الهيئات الإدارية دوراً محورياً في تطوير نماذج جديدة لتقديم الرعاية الصحية، حيث يمكن لهذه الهيئات التعاون مع مختلف الجهات المعنية للمشاركة في تحديد الحوافز والمعايير الناظمة لقطاع الرعاية الصحية وإضفاء الطابع المؤسسي عليها، مما يُسهم في الحد من التباين في الممارسات، وتعزيز التنسيق بين مختلف المشاركين على امتداد القطاع، بما يشمل زيادة التوافق بين النظم الصحية المختلفة، وتسهيل التبادل الآمن للبيانات فيما بينها، فضلاً عن دعم جهود تحقيق الاستدامة وإزالة الكربون ضمن القطاع. وتكتسب الأدلة السريرية والاقتصادية لفوائد نماذج الرعاية الجديدة أهمية كبيرة في المرحلة المقبلة بوصفها عاملاً رئيسياً لتسريع وتيرة اعتماد التكنولوجيا الحديثة ضمن قطاع الرعاية الصحية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org