كشف أحد الباحثين والمهتمين بالآثار بمحافظة تيماء نمطاً تاريخياً فريداً يعود إلى العصر الحجري يُظهر رسومات ما قبل التاريخ، فيما سجّل الباحث والمهتم بالآثار مرضي عطاالله الفهيقي؛ هذا الاكتشاف في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وذكر لـ"سبق"، أن هذا النقش عثر عليه خلال رحلة استكشافية لأهم المواقع في تيماء الغنية بالنقوش، مبيناً أنه يعد ضمن أقدم النقوش التي تم اكتشافها بالمحافظة.
وفي هذا السياق، قال الباحث في التاريخ والآثار تركي المحيفر؛ لـ"سبق": "تيماء ذات الماضي المشرق وبوابة التاريخ العريق، وأرض القوافل تحوي عديداً من الحقب التاريخية، ونحن إذا استنطقنا الحجر فسيحدثنا عن عصور ما قبل التاريخ متمثلاً في عديد من رسومات الإنسان الصياد (رأس الطير أو المطرقة) الذي يُعرف بنمط "جبة" الذي يعود إلى نهاية العصر الحجري القديم الأعلى أي قبل (١٠ آلاف سنة ق. م) ويستمر إلى العصر الحجري الحديث (٦٠٠٠ سنة)، مشيراً إلى أن وجود هذه الرسومات يدل على انتشار هذا النوع في شمال الجزيرة العربية، ولعلها تعود إلى اعتقادات دينية بدائية.
وأضاف: هذا الإنسان الصياد القطاف عاش في بيئة ومناخ مختلف عن مناخنا الحالي؛ بل إن الحيوانات التي اقتات عليها انقرضت منذ آلاف السنين وأهمها الأبقار ذات القرون الطويلة "قمعية الرأس"، ولعلنا نؤكّد أن الإنسان في ذلك الوقت لم يدجن الحيوان ولم يكتشف الزراعة؛ فضلاً عن الكتابة، فرسوم عصور ما قبل التاريخ- في تيماء- تؤرّخ للإنسان في الجزيرة العربية وللأرض والمناخ، فهي إطلالة ونافذة على ماضينا السحيق ومادة معرفية ووثائق يجب المحافظة عليها ودراستها، ولعل أرض تيماء ومرتفعاتها تخرج لنا بعضاً من كنوزها الأثرية التي ستُعيد لنا المكانة العظيمة لهذه المنطقة.
من جانبه "ذكر الباحث المهتم بالنقوش الثمودية ممدوح مزاوم الفاضل؛ لـ"سبق"، أن هذا النمط بالرسم المسمّى "جبة" هو أول ما اكتشف بجبة، وبناءً على هذا الاكتشاف أخذ هذا الاسم، وهو يعود للعصر الحجري (Stone Age) وتغلب على رسومات هذا العصر الرسومات الآدمية (Humans) بالتفاصيل الدقيقة والكبيرة الحجم نسبياً مقارنة برسومات العصور اللاحقة، ومنها العصر البرونزي والحديدي (Iron Age) & ( Bronze Age)".
وأضاف: "يغلب على هذه الرسومات في العصر الحجري رسومات الصيد ويظهر ذلك من خلال أدوات الصيد التي تظهر في الرسومات ومنها (القوس والسهام) (Bow and arrow ) وكذلك الحربة، والإنسان في هذه الفترة كان يعيش على الصيد ونشاهد ذلك في رسومات هذا العصر، إضافة إلى بعض الرسومات التي تعبّر عن رقصات أو احتفال".
وتابع: "ومن المشاهد في الرسومات يتضح نوع اللباس وهو الإزار من السرة إلى الركبة، وفي الصورة الأولى يعد هذا مشهد الذهاب للصيد، والأول صياد والآخر معاون له، وفي الصورة الثانية يظهر الصياد وجواره ما قام بصيده هو ولم يتم رسم المعاون".