هدوء يخيم على الحي الذي وقعت في جريمة القتل التي أقضت مضاجع مكة وأهلها، ولا تكاد تسمع أي أصوات عند مرورك بالقرب من المنزل، عدا الأعين التي تمر من الشارع فتقف لبرهة تنظر إلى نافذة المنزل المطلة على الشارع دون أن تهمس بكلمة واحدة.
"سبق" وقفت صباح اليوم على الموقع، واطلعت على بساطة المكان الذي كانت ضحاياه يسكنّ داخله، يقبع أمامه مسجد من "الشنكو" قليلاً ما كان يتردد عليه الجاني؛ حيث استنطقت "سبق" عامل البقالة والذي كشف أن الجاني قبل الجريمة بيوم حضر صباحاً وطلب منه مبلغ 20 ريالاً متحججاً بأنه يرغب بأن يذهب ببناته للعب في أحد المواقع القريبة، مما جعله يقوم بتسليمه المبلغ دون تردد؛ حيث أخذ المبلغ ثم انصرف.
وتابع: "فِي يوم الجريمة حضر صباحاً وطلب خبزاً وشاهي ليبتون وتوجّه إلى منزله دون أن تظهر عليه أي آثار انزعاج أو تضايق أو تغير في سلوكه، بل كان سوياً وشخصاً يحب ممازحتي قائلاً لي: "وين الخبز خلص انت نايم".
وحول سداده للمشتريات التي كان يقضيها وكيف يقوم بسدادها، أكد عامل البقالة أنه بين فترة واُخرى يدفع بعضاً مما تبقى عليه من التزامات مالية كان آخرها مبلغاً يتجاوز 900 ريال لم تصل منه حتى ساعة وقوع الجريمة.
وكانت مكة المكرمة وتحديداً حي الروضة، قد فُجع، أمس، بوقوع جريمة قتل شنيعة أقدم عليها أب وضحيتها ثلاثة من بناته لم يتجاوزن الست سنوات نحراً بسكين.
الحادثة أعادت للأذهان عدداً من جرائم القتل التي نفذها آباء ضد أبنائهم في مكة، كان آخرها الأب الذي قتل ابنه ذا العام الواحد وابنته ذات الأربع سنوات، وأقدم على قتل نفسه بنفس السلاح الناري الذي يحمله في 22 من ذي الحجة للعام 1436هـ.
وفِي العام ذاته وتحديداً 19 من جمادى الأولى، أقدم مواطن أربعيني على دهس ابنه الرضيع بمركبته وتمزيق جسده بها حتى فارق الحياة في شرق مكة وتمكن رجال الأمن من إلقاء القبض عليه.
كما أقدم مقيم من جنسية مالية يعمل في ورشة لإصلاح المركبات في عام 1434هـ بضرب ابنه في مكة بعد أن سرق إحدى المركبات وتسبب بحادث لها تهشمت على إثره؛ حيث فقد على إثرها الوعي وتوفي.
وفِي جريمة أخرى لا تقل بشاعة كانت الجهات الأمنية قد عثرت على طفل يبلغ من العمر عشر سنوات في عام 1434هـ قُتل غدراً وتم فصل رأسه عن جسده في منطقة الشرائع، وألقى الجاني بالجثة في أحد الشوارع وفر هارباً قبل أن يتم القبض عليه.