عملت وزارة السياحة ووزارة الثقافة في إطار تحقيق مستهدفات برنامج التحول الوطني على تطوير القطاع السياحي، والمحافظة على تراث السعودية الإسلامي والعربي والوطني، والتعريف به، من خلال تطوير بنية تحتية متقدمة، وإعداد الأنظمة والتشريعات اللازمة، وبناء القدرات المؤسسية؛ ما أسهم في إيجاد فرص وظيفية متنوعة، وزيادة مساهمة القطاع السياحي في الاقتصاد العام للمملكة، وإحياء وتأهيل المواقع التراثية في السعودية، وتصنيفها ضمن قائمة المواقع التراثية المعترف بها عالميًّا.
وسعيًا لتطوير قطاع السياحة، وتعزيز الممكنات الاقتصادية للمملكة العربية السعودية، حقق برنامج التحول الوطني بقيادة وزارة السياحة تقدمًا مهمًّا في مسيرة السياحة في السعودية؛ وذلك بعد إطلاق التأشيرة السياحية في عام 2019م، التي منحت الراغبين في زيارة السعودية تأشيرات عن طريق الموقع الإلكتروني، أو فور وصولهم إلى السعودية؛ إذ أسهم إطلاق التأشيرة السياحية في إصدار أكثر من 400 ألف تأشيرة سياحية حتى شهر مارس من عام 2020م، وإقرار تنظيمات محفزة للاستثمار في القطاع السياحي، وتنمية الاقتصاد الوطني، وزيادة عدد الوظائف في القطاع السياحي، وإنشاء مشاريع سياحية كبرى لتنمية السياحة الوطنية.
ولدعم القطاع السياحي تم تقديم قروض للاستثمارات السياحية، تقدَّر بـ 160 مليون ريال. كما تم تطوير مدينة عكاظ؛ لتكون أول وجهة سياحية ثقافية متكاملة في محافظة الطائف، التي تجاوزت مساحتها 10 ملايين م2. وتم تسجيل أكثر من 600 ألف زائر لسوق عكاظ في عام 2019م، وتوفير أكثر من 15 ألف فرصة وظيفية موسمية ومؤقتة.
ومن جانب آخر، كانت المحافظة على تراث السعودية الإسلامي والعربي والوطني، والتعريف به، هدفًا رئيسيًّا ومهمًّا لبرنامج التحول الوطني؛ إذ أولى البرنامج اهتمامًا بالغًا للتراث الإسلامي والعربي والوطني؛ فقد بلغ إجمالي المواقع التراثية القابلة للزيارة في المملكة العربية السعودية 354 موقعًا، وتم تأهيل العديد منها لتكون وجهة سياحية مميزة، مثل: موقع الرجاجيل، وموقع قلعة زعبل، ومسجد عمر بن الخطاب، وبئر سيسرا، وقلعة مارد.
ولما تشكله الحِرف والصناعات اليدوية من أهمية في الإرث الثقافي والحضاري لأي مجتمع، حرص برنامج التحول الوطني على توجيه بعض مبادراته لدعم جودة منتجات الحِرف والصناعات اليدوية، وتشجيعها، والحفاظ عليها من الاندثار؛ ففي عام 2018م تم إنشاء الجمعية المهنية للحرفيين السعوديين، من قِبل البرنامج الوطني للحِرف والصناعات اليدوية (بارع)؛ إذ أسهمت الجمعية في خلق فرص تجارية ووظيفية متعددة في قطاعَي التراث الثقافي، والحرف اليدوية، ودعم الناتج المحلي الإجمالي في القطاع السياحي، والمحافظة على الهوية الوطنية، وتوريثها للأجيال القادمة، وتسويق وتمكين المنتجات الحرفية من الوصول للعالمية.
ولحفظ تراث السعودية الحضاري تمت إضافة واحة الأحساء لقائمة اليونسكو للتراث العالمي في عام 2018م؛ لتنضم إلى: الحجر في العلا، والدرعية التاريخية، وجدة التاريخية، والرسوم الصخرية في حائل؛ ما أسهم في اختيار الأحساء عاصمة للسياحة العربية لعام 2019م.
وللتعريف بحضارات السعودية، وما تزخر به من إرث حضاري، افتُتح معرض "طريق التجارة في الجزيرة العربية: روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور".