أعلنت "جمعية إعلاميون" ميثاق من هو الإعلامي، على هامش الندوة التي نظمها "مركز إعلاميون" للدراسات والاستشارات الإعلامية بعنوان: (المعايير المهنية لممارسي الإعلام)، وتضمن الميثاق معايير مهنية بلغت 14 معيارًا ومحددات عامة بلغت 12 محددًا.
وصرح رئيس مجلس إدارة جمعية إعلاميون الدكتور سعود الغربي في كلمته في بداية الندوة أن هذا الجهد العملي والمهني استغرق وقته من الدراسة والتحكيم حرصاً بأن يكون شاملاً وموضوعياً، وأن يساهم في ضبط مصطلح (إعلامي) لممارسي الوظائف الإعلامية في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، مبيناً أن هذا الميثاق حظي بمباركة جهة الاختصاص ويتوافق مع الجهود التنظيمية في هذا الإطار.
وطالب الغربي بتطبيق هذا الميثاق بشكل عملي وأن تجمع كل الجهود لضبط فضاء الإعلام بشكل عام والعاملين فيه.
فيما شهدت الندوة التي حضرها عدد من الإعلاميين والأكاديميين، نقاشًا كبيرًا من المشاركين فيها، حيث تحدث في الندوة كل من الدكتور حمزة بيت المال، أستاذ الإعلام ورئيس الفريق العلمي للميثاق، والدكتور محمد الجيزان، المستشار والخبير في مجال الإعلام والاتصال، والدكتورة فوزية الحربي، أستاذ الإعلام السياسي، وعلى الرغم من نقاشهم المتابين، إلا أنهم اتفقوا على أهمية الميثاق وأنه خطوة مهنية وعلمية تحسب لجمعية إعلاميون كمؤسسة مجتمع مدني بادرت لهذه المهمة الشائكة جداً.
وأشاد الدكتور حمزة بيت المال بإنجاز هذا الميثاق، معبراً عن اعتزازه بإنجاز هذا الميثاق المهم، وأوصى برفعه لجامعة الدول العربية للاستفادة منه على مستوى العالم العربي.
وأوضح رئيس الفريق العلمي للميثاق، بأنه ليس نظامًا يطبق بل هو جانب أخلاقي لابد لأي إعلامي أن يلتزم به، مؤكداً أن الميثاق يعد في الجانب الأخلاقي وجزءًا من قيم المجتمعات والممارسات العملية لأي مهنة سواء الإعلام أو غيرها.
وأشار بيت المال، أن الميثاق يعتبر مساهمة مجتمعية متواكبة مع رؤية 2030 التي اعتبرها عقيدة معاصرة للسعوديين ككل، وستساهم في تنظيم الوطن وحياة المجتمع، وستجعل المملكة في مصاف الدول المتقدمة.
من جانبه، أشاد الدكتور محمد الحيزان بخطوة جمعية إعلاميون مقدراً لها السعي لإعداد هذا الميثاق، وأنه يحسب لها كمنظمة مجتمع مدني، مؤكداً أن على الجمعيات واجبًا وطنيًا والعمل على الحفاظ على القيم الإعلامية.
وأضاف أن الميثاق الإعلامي مهم جداً، ويعتبر بداية لعدة مشروعات كثيرة، ويساهم في مواكبة الإعلام المتطور والمتسارع وإعادة هيكلة للإعلام بما يتوافق مع المرحلة التي تشهد طفرة ومتغيرات سريعة تتطلب ضبطه والتمسك بالقيم الإعلامية.
وأبدى الحيزان ملاحظات على الميثاق والمطالبة ببعض التعديلات والتطوير ومراعاة جوانب أخرى، معتبراً أن هناك فرصة للتجويد والتحسين، وأنه يجب على الجمعيات والمؤسسات الإعلامية أن تستفيد من النجوم الإعلاميين الجدد الصاعدين للواجهة بقوة أدائهم الرقمي ومعلوماتهم وعدد متابعيهم، وأن هناك إعلاميين بالفطرة فرضوا أنفسهم على الساحة المجتمعية بشكل أو آخر، وأن تخصص الإعلام قيمة مضافة لمن لديه مهارة وموهبة في الإعلام، وأن لا نحصر الإعلام في كتابة خبر أو تغريدة، مبينًا أن أقسام الإعلام تعيش حالة من الحيرة، وقد يصعب عليها مواكبة التغيرات السريعة التي تشهدها صناعة الإعلام حول العالم، وأنه لابد من واقعية في مواجهة هذه التحديات وأن تدريس بعض التخصصات تعاني من عدم وضوح، وأن حالة أقسام الإعلام في المملكة لا تختلف عن ما تواجهه أقسام الإعلام في دول العالم المتقدمة، ومنها الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال.
وعبرت الدكتورة فوزية الحربي، أستاذ الإعلام السياسي، عن استيائها من استخدام لقب إعلامي بشكل فوضوي كبير، خاصة على منصات التواصل ومنصة (ْX) تحديداً، وأن أي شخص يمكنه أن يضع قبل اسمه إعلامي، الأمر الذي يتطلب تحديدًا من هو الإعلامي؟ وأيدت الحربي الميثاق الذي صدر عن الجمعية، مطالبة أن يكون مرجعاً معتمداً في السعودية، وأن يستفاد منه لحماية مهنة الإعلام، وأن رؤية 2030 عملت نقلة نوعية في الكثير من المجالات، ولكن لم ينل الإعلام حضوره في الرؤية، ويعتبر الإعلام متخلفًا عن الركب ولا يواكب النقلة النوعية للرؤية.
واستعرضت الحربي تجارب عن أنواع من المواثيق في الدول الغربية، وأن هناك محددات وقيمًا تفرضها المؤسسات الإعلامية، وأيضًا الجهات التنظيمية، خصوصاً وأن لديهم انتخابات وأحزابًا، ولديهم حساسية كبيرة في الممارسة الإعلامية، ولذلك لديهم اهتمام كبير بالمواثيق وتطبيقها والالتزام بها.
وفي ختام الندوة، أتاحت سهام السعد، المدير التنفيذي لمركز إعلاميون للدراسات والاستشارات والتي أدارت الندوة، الفرص للمداخلات والتي شهدت أيضاً اختلافات ووجهات نظر متباينة حول من هو الإعلامي واستخدام مصطلح إعلامي، وعلق ضيوف الندوة على مداخلات الحضور.
وفي نهاية الندوة كرم الدكتور سعود الغربي المشاركين.