كان عام 2023 مليئًا بأخبار الطقس المروعة، من درجات حرارة عالمية غير مسبوقة، إلى أحداث مناخية متطرفة ومميتة كالفيضانات والأعاصير، واستمرار ارتفاع نِسَب التلوث والانبعاثات الكربونية.
لكن رغم تلك الأجواء القاتمة؛ لا يزال هناك ما يدعو للتفاؤل، حسب تقرير لشبكة "سي إن إن"؛ فقد تم تسجيل أرقام قياسية في مجال الطاقة المتجددة، واتخذت البُلدان خطوةً حذرة لكنها تاريخية نحو مستقبل يقل فيه الاعتماد على الوقود الأحفوري.
وحسب موقع "الحرة"، قدّم التقرير 5 أسباب للتفاؤل بشأن مستقبل المناخ في العالم، وهي:
مع تزايد الحاجة إلى التخلص سريعًا من الوقود الأحفوري الذي يؤدي إلى ارتفاع حرارة الكوكب؛ ظهرت علامات مضيئة في مجال الطاقة النظيفة في مختلف أنحاء العالم.
وعلى سبيل المثال، اعتمدت البرتغال التي يزيد عدد سكانها على 10 ملايين نسمة، لأكثر من ستة أيام متتالية، في الفترة من 31 أكتوبر إلى السادس من نوفمبر، على مصادر الطاقة المتجددة وحدها؛ مما يشكل مثالًا واعدًا لبقية العالم.
وشَهِدَ عام 2023 أكبرَ زيادة في قدرة الطاقة المتجددة حتى الآن؛ وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.
وحققت الصين -أكبر ملوث للمناخ في العالم- تقدمًا هائلًا في مجال مصادر الطاقة المتجددة؛ إذ من المتوقع أن تتخطى البلاد هدفها بمجال طاقة الرياح والطاقة الشمسية قبل خمس سنوات.
ووجد تقرير نُشِر في يونيو، أن قدرة الصين على إنتاج الطاقة الشمسية باتت الآن أكبر من بقية دول العالم مجتمعة.
لكن لا يمكن في نفس الوقت، تجاهل أن الصين عززت أيضًا إنتاجها من الفحم هذا العام، وتحولت إلى الوقود الأحفوري؛ إذ أدت موجات الحرارة المدمرة إلى زيادة الطلب على الطاقة لتكييف الهواء والتبريد.
بعد أكثر من أسبوعين من المفاوضات المشحونة، اختتمت قمة المناخ "كوب 28" التي عُقدت في دبي بدولة الإمارات، بتعهد ما يقرب من 200 دولة بالتزام غير مسبوق بالابتعاد عن الوقود الأحفوري.
ورغم أن الاتفاق لم يصل إلى مستوى مطالبة العالم بالتخلص التدريجي من الفحم والنفط والغاز؛ فإنه دعا البلدان إلى "المساهمة" في "الانتقال بعيدًا عن الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة.
تُعَد غابات الأمازون أكبر الغابات المطيرة في العالم، وتعتبر حمايتها أمرًا حيويًّا للحد من تغير المناخ؛ إذ تعمل على امتصاص الكربون الذي يمتص التلوث الناتج عن تسخين الكوكب من الغلاف الجوي. وعندما يتم تدمير الغابات أو الأشجار، تنبعث منها غازات الدفيئة.
وبعد سنوات من إزالة الغابات بشكل كبير في منطقة الأمازون البرازيلية، تم إحراز تقدم جيد هذا العام في الحد من ذلك التدمير.
وانخفضت إزالة الغابات في البرازيل بنسبة 22.3% في الأشهر الـ12 حتى يوليو الماضي؛ وفقًا لبيانات الحكومة الوطنية.
ومع ذلك، ظل معدل إزالة الغابات في البرازيل ما يقرب من ضِعف المعدل الذي سجله عام 2012، وهو أدنى مستوى له على الإطلاق. وتم تدمير حوالى 9 آلاف كيلومتر مربع من الغابات المطيرة في هذه الفترة؛ مما يعني أنه لا يزال أمامنا طريق طويل للوفاء بتعهد الرئيس البرازيلي بالوصول إلى الصفر بشأن إزالة الغابات بحلول عام 2030.
أعلنت لجنة من الخبراء تدعمها الأمم المتحدة في يناير الماضي، أن طبقة الأوزون على الأرض في طريقها للتعافي بشكل كامل خلال عقود؛ وذلك مع التخلص التدريجي من المواد الكيميائية المستنفدة للأوزون في جميع أنحاء العالم.
ارتفعت شعبية السيارات الكهربائية هذا العام، مع وصول المبيعات في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق. كما يشتري الناس في الصين وأوروبا السيارات الكهربائية بأرقام كبيرة أيضًا.
تعمل السيارات الكهربائية بمصادر الطاقة المتجددة، وهي مفتاح لإزالة الكربون من وسائل النقل البري، المسؤولة عن حوالى سدس التلوث في العالم؛ وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.
واشترى الأمريكيون مليون سيارة كهربائية بالكامل في عام 2023، وهو رقم قياسي سنوي؛ وفقًا لتقرير صادر عن وكالة بلومبرغ.
وشكّلت السيارات الكهربائية نحو 8% من إجمالي مبيعات السيارات الجديدة في الولايات المتحدة خلال النصف الأول من عام 2023.
وفي الصين، شكّلت السيارات الكهربائية 19% من إجمالي مبيعات السيارات. وفي جميع أنحاء العالم، شكّلت 15% في المتوسط؛ بحسب تقرير "بلومبيرغ".
كما ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية في أوروبا بنسبة 47% في الأشهر التسعة الأولى من عام 2023؛ وفقًا لبيانات من جمعية مصنّعي السيارات الأوروبية.