كان مساء الثلاثاء مختلفاً، حين التقيت صدفة بشقيقين من "بلوشستان" المحتلة، كان حديثه ملهماً، تحدث معي عن ما يواجهه أبناء وطنه من اضطهاد وعنصرية من قبل المحتل، فإيران من جهة تُمارس أقسى أنواع العنف ضد البلوش منذ احتلالها في ١٩٢٨م، ورغم مرور ما يكاد يبلغ القرن على الاحتلال، وعلى الرغم من أن عدداً من المواطنين البلوش، تنقلوا وعاشوا في دول الخليج، إلا أن طرد المحتل من بلدهم ظل أكثر ما يشغل بالهم، فهم يعلمون أن لا شيء يوازي الوطن.
شعب بلوشستان المحتلة يعاني من الدول المحتلة له وبالأخص إيران التي حولت مستشفيات المدن البلوشية إلى مستشفيات تدريب لأطبائها حديثي التخرج، لتعامل المواطنين البلوش كفئران تجارب بشرية، والأدهى والجريمة الأعظم بحق البشرية أن في هذه المستشفيات تسرق الأعضاء البشرية لبيعها في سوق الاتجار بالبشر، دون وجود عدالة دولية تُجرم هذا الفعل الوحشي، ناهيك عن تشريح المواطنين البلوش الأحياء لتعليم الأطباء الفرس حديثي التخرج.
إن صمت العالم عن الجرائم المرتكبة بحق الشعب البلوشي، جريمة لن يغفرها التاريخ للعالم، وسيظل وصمة عار بحق زمننا هذا، فإن لم توقظ الأمم المتحدة ومجلس الأمن ودوله الجرائم المرتكبة ضد الشعب البلوشي، فكيف نلومهم على الغربال الذي حجبوا به رؤياهم عن جرائم الإرهاب في سوريا واليمن وسواهما!!
تحدثت مع الأخوين عبدالله وفيصل البلوشي عن الجيوش البلوشية ومدى ترحيبها بالمشاركة في التحالف العربي لتحرير اليمن من الأصابع الإيرانية، واستذكرنا حديث المعارض الإيراني "عبدالرحيم ملا زاده" عن وجود أكثر من مئة ألف مقاتل بلوشي رهن إشارة قائد الأمة الإسلامية خادم الحرمين الشريفين، وعن كون تحرير اليمن نواة لتحرير إيران من الملالي، وبلادهم والأحواز العربية من الاحتلال الفارسي.
لم تعد إيران فقط المجرمة بحق الشعب البلوشي، بل والصادم أن هناك أموالا من الخليج تدفع للإجرام بحق البلوش، هذه حقيقة وليست من باب الإفراط في العداء تجاه تنظيم الحمدين، لا والله، فالأخبار الواردة من بلوشستان عن حرق قوات الملالي للقرى البلوشية الساحلية، لتهجير سكانها البلوش من أجل إقامة استثمارات مليونية قطرية، بقدر ألمي أن يطال شر هذا التنظيم الإرهابي حتى الشعوب الإسلامية المقهورة، إلا أن ألمي أعظم بأن ينسب هذا العبث للخليج ولقطر، التي يرفض شعبها تصرفات قيادته الصبيانية اللامسؤولة.
الشابان البلوشيان من مواليد مكة المكرمة، ولا يتخيلون أنفسهم مبعدين منها لأي سبب، مع تأكيدهم على حق قيادة المملكة فرض أي قانون تراه في صالحها وصالح شعبها، ونحن البلوش لا نطلب معاملة خاصة كمواليد المملكة، ولكن نتمنى أن يتم استثناؤنا من الترحيل حتى يعود وطننا، ونحن مستعدون لنكون بالصف الأمامي للدفاع عن المملكة التي تسكن قلوبنا ونبضنا.
تويتر: @SALEEH10