
"كنتُ أنتظره بشوق كبير لأخبره بنجاحي بتفوق في الصف الثاني الابتدائي، بعد أن وعدني بهدية عبارة عن ساعة، وانتظرته سنوات كي يعود إلى منزلنا ولكن.. "بهذه العبارات المؤلمة روى الشاب الحميدي بن عيسى العتيبي؛ لحظة رؤية صورة أخيه الشهيد (راشد عيسى العتيبي)؛ لأول مرة بعد 40 سنة منذ استشهاده، في لوحة الشهداء التي نشرتها إدارة الدفاع المدني تمجيداً لدور الأبطال.
يقول "الحميدي": "ذات صباح في قريتنا الحالمة الداهنة في صباح ثاني أيام شهر رمضان لعام ١٤٠١هـ، استيقظت أسرة الشهيد راشد بن عيسى العتيبي؛ أحد منسوبي الدفاع المدني بالرياض، على هول خبر استشهاد أخي، كان الخبر مفزعاً مؤلماً لوالدي ووالدتي وقد انشغلا قبل خبر استشهاده بالبحث عن شريكة لحياة ابنهما الشاب الجريء قدرة والفطن بكريم أخلاقه بين أقرانه".
وأضاف: "كنتُ حينها أنتظر بشوقٍ كبيرٍ لقاء أخي (راشد) لأبشره بخبر نجاحي بتفوقٍ من الصف الثاني ابتدائي، حيث وعدني قبل رحيله بساعة جديدة لم تأت لسنوات طويلة، ولم يأت مَن وعد بها.
وتابع: "أبلغنا حينها الدفاع المدني أنه استُشهد محترقاً من جراء سقوط أحد الأبنية التي كانت تُستخدم مستودعات للبضائع".
وقال: "وفي لحظة نشر صورة أخي الشهيد راشد في موقع الدفاع المدني "تويتر" كنت مندهشاً، فلم أرَ له صورةً لأكثر من أربعين عاماً، كانت لوحة الشهداء تتزيّن بصورته التي عادت بي لتلك الذكرى المؤلمة، وإلى ما وعدني به من هدية -رحمه الله- وتقبّله من الشهداء".