المتابع لبعض إذاعات الـ FM الخاصة يستغرب من التباين الكبير الذي تنتهجه هذه الإذاعات في دوراتها البرامجية مع دخول شهر رمضان المبارك، ومع دخول عشر ذي الحجة؛ ففي شهر رمضان تتوقف هذه الإذاعات عن بث الأغاني، وتستعيض عنها بالأدعية والابتهالات والشيلات الدينية، وهو ما يقابَل باحترام وتقدير المستمعين والمتابعين. وفي المقابل، وخلال عشر ذي الحجة، وهي ما ورد في ديننا الحنيف أنها أعظم حتى من أيام شهر رمضان، تواصل تلك الإذاعات دوراتها البرامجية الاعتيادية التي تشمل بث الأغاني والبرامج التي لا تتناسب مع هذه الأيام، ولا مع روحانيتها، وكأن شيئًا لم يحدث!!
هذا التناقض الكبير في السياسة البرامجية يدل دلالة واضحة على الجهل الذي يتلبس بعض القيادات التي تدير تلك الإذاعات، والتي يغلب على بعضها العنصر غير السعودي؛ وهو ما يبدو أنه قد صعّب عليهم استشعار المسؤولية، والتعاطي مع الأحداث السنوية الدينية الكبرى أسوة بابن البلد الحقيقي!
أخيرًا، بقي على وزارة الإعلام مسؤولية التدخل، وإجبار القائمين على الإذاعات الخاصة التي تثبت عليها تلك الملاحظات على ضرورة إعادة النظر فيما يقدمونه عمومًا من محتوى طوال أيام العام، وما يقدمونه خصوصًا في هذه الأيام مراعاة لمشاعر المسلمين وحجاج بيت الله العتيق، واستشعارًا لعظمة عشر ذي الحجة، وللمسؤولية المناطة على عاتق كل إذاعاتنا ووسائل إعلامنا في سبيل إبراز الدور الحقيقي الذي تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين لخدمة الحجيج، والوقوف على السبل كافة التي تضمن راحتهم، وتأدية مناسكهم على أفضل وجه، وعدم اقتصار التغطية على يومَيْ عرفة والعيد.