لا شك أن من يسكن مدينة الرياض يلحظ الطوابير الطويلة الممتدة أمام بعض المحال التجارية، والمقاهي، وأكشاك القهوة، والمطاعم؛ سواء كانوا أشخاصًا واقفين أو داخل مركبات متراصة على طول الطريق، رغم ارتفاع درجات الحرارة صيفًا وبرودتها شتاءً.
فهل أصبحت "الرياض" مدينة الطوابير؟ وهل هذه الازدحامات الممتدة حقيقية أم "وهمية"؟ أم "مدفوعة الثمن"؟ أم "هبّة" جديدة بين الشباب؟ أم كل هذا بسبب الزيادة السكانية للعاصمة؟
من اللافت أن الطوابير الممتدة ترتبط بمدينة الرياض تحديدًا دون باقي المدن السعودية الرئيسية التي لا توجد فيها مثل هذه "اللاينات" الطويلة.
ولا يزال ازدحام الشباب والمراهقين من الجنسين والانتظار لساعات من أجل التصوير أمام مرآة في مركز الملك عبدالله المالي ماثلًا أمامنا، وطوابير شراء "عطر" من ماركة معينة أو الحصول على كوب قهوة شهير أو أحمر شفاه من ماركة أو "براند" عالمي؛ تشير إلى تشكل ظاهرة اجتماعية جديدة لم تكن موجود في الرياض سابقًا، ولم تكن ضمن مكونات ثقافة المجتمع المحلي، فما هي الأسباب؟
"وش ورانا، نوقف في الطابور نوقف ونمزح مع بعض ونشتري"، هكذا يقول "سعد الملفي"، أما "أحمد متعب" فيرى أن الطابور أمام أحد المقاهي شيء طبيعي في مدينة كبيرة كالعاصمة الرياض، ودليل على تميز السلع والبضائع. وتقول "أريج العيد": "لما أشوف الزحمة أعرف أن المكان فيه بضاعة ممتازة".
وفي ذات السياق يرى البعض أن هذه الظاهرة في أغلبها "مصطنعة"، وتستهدف شغف المراهقين والشباب من الجنسين بالوقوف في "لاين" ما، من أجل الحصول على المنتج أو الخدمة، ثم نشر الصور عبر أحد التطبيقات الشهيرة، وهي في الحقيقة دعاية للمحال؛ فالجمهور أغلبه مصطنع يدفع لهم صاحب المحل من أجل أن يقفوا في الطابور الطويل، والمكافأة مشروب مجاني أو وجبة طعام أو 100 ريال؛ ليصبح المقهى بسبب هذه الطوابير لافتًا لأنظار المتسوقين، ويصبح "ترند" بسببها.. وعلى الجانب الآخر أصبحت بعض هذه "الطوابير الطويلة" أماكن للصداقات بجانب الحصول على الخدمة، كما يقال.
إن ما تشهده العاصمة الرياض من طوابير طويلة في مطاعمها ومقاهيها، ومحلاتها التجارية؛ ليس حالة خاصة؛ بل هي ظاهرة عالمية منتشرة في أغلب المدن الكبيرة وتُستخدم كوسيلة للدعاية والإعلان، وجذب الزبائن، وقليل منها قد يكون بسبب جودة الخدمة وتميز المنتج والسلع؛ إلا أنها ظاهرة جديدة علينا تستحق الدراسة.