شهد المسرحُ الأحمر بمركز المؤتمرات في جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، مساء أمس، العرضَ الثالث والأخير لمسرحية "مايراوش" التونسية، ضمن مشاركة الجمهورية التونسية بصفتها ضيف شرف مهرجان الرياض للمسرح في دورته الأولى، الذي تنظمه هيئة المسرح والفنون الأدائية.
وتدور فكرة المسرحية، التي شهدت حضورًا جماهيريًّا كبيرًا للمخرج محمد منير الـعـرقي، حول مجموعة من المكفوفين يجدون أنفسهم في غربة وضياع، بعد أنْ غادروا ملجأهم بصحبة مرشدهم، الذي أصرّ على إخراجهم للتنعّم بدفء الشمس قبل أن يحلّ الشتاء، لكنه تغيّب عنهم فجأة ولم يعد.
وتتواصل أحداث المسرحية ليرخي الليلُ سدولَه على العميان وسط غابة موحشة وغريبة، يسترقون فيها السمع ويستدلون بما يصلهم من أصوات الغاب، متسائلين عن عودة المرشد، وسبب إخراجه لهم من الملجأ في المقام الأول، ليعود المرشد جثة هامدة، ولم يغادرهم قط، فبينما يجيء الخطر ليسكنهم ويشلّ تفكيرهم، يكبر الأمل مع طفل رضيع يرى القادم ويواجه المصير.
وتأتي مشاركة تونس بصفتها ضيف شرف الدورة الأولى لمهرجان الرياض للمسرح، من خلال حضور ثقافتها وفنونها، والتي تعطي أيضًا نظرة شاملة على المسرح التونسي، ضمن إطار الروابط التاريخية والعلاقات الأخوية المتينة؛ مما يعكس التبادل والتعاون الثقافي بين البلدين، بمشاركة المواهب والمبدعين من فناني تـونس لتنشر معها عبق الثقافة التونسية العربية وفنّها المسرحي الإبداعي الأصيل.
يُذكر أنّ مهرجان الرياض للمسرح الذي انطلق الأربعاء الماضي ويستمرّ حتى 24 ديسمبر الجاري برعاية الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة، وبتنظيمٍ من هيئة المسرح والفنون الأدائية، يهدف إلى تنشيط وتفعيل الحراك المسرحي السعودي عبر حزمةٍ من العروض المسرحية السعودية لدعم الإنتاج المحلي للمسرح.