عبير العلي تحوّل الصلصال من هواية إلى حكاية
في خطوة لافتة، سردت الحرفية السعودية عبير العلي تجربتها مع الصلصال، التي تحوّلت من مجرد هواية إلى مساحة للعلاج والتعبير، وذلك ضمن فعاليات الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية "بَنان".
بدأت العلي رحلتها في عام 2019 بعد حصولها على درجة الماجستير، حيث وجدت في الحرف اليدوية متنفسًا من ضغوط الحياة. التحقت بأول دورة في الصلصال الحراري تحت إشراف فنانة سعودية مقيمة في الولايات المتحدة، ومن هناك بدأت ملامح الطريق تتشكّل، لتجد الفن الذي يعكس شخصيتها ويعبّر عنها.
وتقول عبير إن الإتقان لم يحتج وقتًا طويلًا، إذ كانت تملك حسًّا داخليًا يُميز القطع الناجحة، وكانت تُعيد تنفيذ العمل كلما شعرت أنه لا يعكس روحها. وأضافت: "تعلّمت من التجربة والممارسة أكثر مما تعلمته من الدورات، والإتقان رحلة لا تنتهي، تتجدد مع كل قطعة".
وبيّنت أن بعض القطع تنضج بسرعة، بينما قد تستغرق أخرى حتى 30 ساعة عمل، حسب التصميم والروح التي تحملها، مؤكدة أن "الفن لا يُصنع على عجل، بل يُصنع بحب".
وتحرص العلي على استخدام خامات عالية الجودة لضمان المتانة والنقاء، مشيرة إلى أن "كل قطعة تحمل شيئًا من صاحبها"، وأن كل عمل تنفذه يُعدّ "حكاية صغيرة" تولد بين أصابعها وتصل إلى من يُقدّرها.
وتتميز أعمالها بدمج الواقعية باللمسة الفنية، والتوازن بين التراث والحضور العصري، مع تركيز خاص على الألوان، التي تراها "لغة مباشرة للنفس"، معتبرة أن كل قطعة تبدأ كحالة شعورية قبل أن تكون شكلًا فنيًّا.
وتشارك عبير ضمن النسخة الثالثة من "بَنان"، المنصة التي تواصل دعم وتمكين الحرفيين، وتسليط الضوء على التجارب الإبداعية، ضمن عام "الحرف اليدوية 2025"، بما يعكس ثراء الهوية الثقافية السعودية.

