نفذ مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني عن بُعد, لقاءً حوارياً بعنوان "المواطنة الرقمية"، ضمن مبادرة "الحوار الرقمي" التي ينفذها المركز في إطار مشاركته في فعاليات ملتقى مكة الثقافي الخامس المقامة تحت عنوان: "كيف نكون قدوة في العالم الرقمي".
واستضاف اللقاء - الذي أدارته مشرفة المركز في منطقة مكة المكرمة إيناس فرح- كلاً من وكيل كلية الحاسبات وتقنية المعلومات برابغ للتطوير الدكتور فهد العضياني، ومذيعة قناة الإخبارية ازدهار علاف، والمتخصص في برامج تدريب القيادات مبارك الظفيري.
واستعرض في بداية اللقاء الدكتور فهد العضياني مفهوم المواطنة الرقمية، وعرّفها بأنها مجموعة من الضوابط والقيم والمعايير الأخلاقية المتبعة في الاستخدام والتعامل الأمثل والصحيح مع العالم الافتراضي بشكل يسهم في رقي الوطن، موضحًا أن مفهوم المواطنة الرقمية برز مع ثورة الاتصالات الرقمية وما وفرته من سهولة وسرعة في عمليات التواصل والوصول إلى مصادر المعلومات.
ولفت النظر إلى ضرورة الاهتمام بتقديم نماذج إيجابية مثالية حول كيفية الاستخدام الصحيح لوسائل التكنولوجيا حتى تكون قدوة حسنة، مبينًا أن كل فرد منا اليوم يستطيع أن يسهم في صنع شخصية رقمية إيجابية أو سلبية عبر عالم تكنولوجي واسع النطاق وغير محدود الزمان، ولا بد من العمل من أجل الإسهام بنشر وتطبيق مفهومات المواطنة الرقمية للارتقاء نحو مجتمع واعٍ ومثقف.
من جهتها أوضحت ازدهار أحمد علاف أن نشر ثقافة المواطنة الرقمية بين أفراد المجتمع بات ضـرورةً ملحـة ومطلـبًا ضـروريًا في ظل التطـورات العلميـة الراهنـة وتحـدياتها، وذلك بتشجيع السلوكيات المرغوبة ومحاربة السلوكيات المنبوذة في التعاملات الرقمية، ليكونوا منتجين ومبدعين ومسؤولين في الفضاء الرقمي ومحافظين على القيم المجتمعية وممارسين للمواطنة الرقمية الإيجابية، لافتة الانتباه إلى أهمية إعداد مواطنين يحبون وطنهم ويخافون عليه وعلى سمعته الرقمية ويحترمون عاداته وتقاليده وقوانينه، ويبتعدون عن كل ما يثير المشاكل والفتن تجاهه، لافتة النظر إلى أن هناك أهمية مجتمعية كبيرة حالياً لزيادة الإسهام في نشر الوعي الأمني والرقمي ببعض التصرفات التقنية غير المسؤولة، مثل سرقة الملكية الرقمية الفكرية والانتهاكات وحالات الاحتيال واستخدام برامج القرصنة أو اختراق البرامج والأنظمة وغيرها .
وأكدت علاف على ضرورة الإسهام بنشر وتطبيق المفهومات الحديثة عن المواطنة الرقمية في سلوكياتنا وأخلاقياتنا تجاه أنفسنا وغيرنا وتجاه وطننا الذي ننتمي إليه، موضحة أن المواطن هو مرآة لوطنه يعكس من خلالها شخصيته الرقمية التي يصنعها بنفسه من خلال سلوكياته ومشاركاته وثقافاته التي يجوب بها أنحاء الكرة الأرضية، لذا يجب تسخير التكنولوجيا لرقي مجتمعنا وخدمة وطننا وتقدمه والتعريف به في المحافل الرقمية.
بدوره شدد الظفيري على ضرورة توظيف التكنولوجيا الحديثة وفق قواعد أخلاقية سليمة، مبينًا أنه على الرغم من الآثار الإيجابية الكثيرة المترتبة على استخدام التكنولوجيا وظهور البرامج الرقمية وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة واتساع نطاقها وسهولة تناولها لدى الجميع، إلا أنها تنطوي على الكثير من المخاطر التي تنتج عن سوء استخدامها، وهو الأمر الذي يستدعي تعزيز المواطنة الرقمية من خلال توعية أفراد المجتمع بكيفية التعامل معها لدرء مخاطرها وتلافي سلبياتها واستخدامها وتوظيفها في الطرق الصحيحة والمفيدة.
وأوضح أن التنمية الرقمية في المملكة باتت مشروع اقتصاد متكاملًا، مبينًا أن جائحة كورونا سرّعت من عملية التحول الرقمي الذي يعدّ أحد المكونات الأساسية في رؤية المملكة 2030، مؤكدًا أن المملكة خطت خطوات وثابة نحو التحول الرقمي وتعزيز التقنيات الحديثة، لافتًا النظر إلى أن ذلك يمثل بحق فرصة كبيرة للاقتصاد السعودي، وهو ما يجعل الاستثمار في التكنولوجيا وتدريب مواهبنا الشابة على كيفية جني ثمار التكنولوجيا في مستقبل المملكة الرقمية أموراً لا مفر منها.