قال الكاتب السياسي الدكتور شاهر النهاري حول المبادرة الكريمة التي أعلنتها المملكة العربية السعودية لإنهاء الأزمة اليمنية والتوصل لحل سلمي سياسي شامل في اليمن، ووقف إطلاق النار وإكمال خطط التعمير للشعب اليمني: ما من شك أن المبادرة السعودية للحوثي على أرض اليمن، لم تكن غريبة، فالسعودية منذ تلبيتها لدعوة الشرعية اليمنية، لمساعدتها ضد ما يحدث في الساحة المحلية من عبث الجماعات الحوثية والمدعومة من قِبل دولة إيران، إلا أنها كانت منفتحة على أعظم الحلول، للإبقاء على كينونة الشعب اليمني، ومنع محاولات إيران الفارسية لاختراق اللحمة اليمنية، وصنع الحواجز العنصرية الكبيرة بين أبناء الوطن الواحد.
وتابع: السعودية كانت تحارب، هي والحلف العربي المساند لها رغبة في عدم ضياع وطن عربي جديد كمثل الدول الثلاث الأخرى، التي هيمنت عليها إيران بميليشياتها، فكانت السعودية تحارب وتحاور، وتدعم وتشجع الشرعية للجلوس مع الحوثي على طاولات الحوار في الكويت، والأردن واستكهولم، وأينما توافق الطرفان على الوجهة، فالهدف الرئيس للسعودية لم يكن الحرب، بل كان المحافظة واستعادة الأرض العربية، من الخدعة الفارسية.
وأضاف: وفي الأيام الأخيرة تم عقد محاورات مكثفة بين مندوب الولايات المتحدة الأمريكية، ومندوب هيئة الأمم لليمن، وبين الحوثي والشرعية على أرض مسقط، وكانت الشرعية تخوض الحوار المتكرر نفسه، وبذلك فقد رأت المملكة أن تقدم مبادرتها، فلعل الأحوال بين المتحاورين أن تتبدل، وليس مثل الحوارات السابقة التي كانت تنتهي باتفاقات بين الشرعية والحوثي، ولكن الحوثي لا يلبث أن ينسلخ من المعاهدات، بعد استخدام الهدنة فرصة عظيمة يتسلح فيها من إيران، ويعيد ترتيب صفوفه وتموضعه وينشر الألغام في أماكن يخشى أن تأتيه منها قوات الشرعية اليمنية، ويهاجم القبائل التي تقف ضده ويسيطر على ما تمده السعودية به من مساعدات وكذلك ما تقدمه الجمعيات الإنسانية.
وبيّن الدكتور"أن السعودية حينما تعطيه هذه الفرصة الجديدة، إنما تريد أن يفهم العالم موقفها الشريف، ووقوفها مع الشرعية والوطن اليمني، وأنه لا يوجد لديها أطماع من خلف تلك الحرب، التي استمرت ست سنوات، فالمبادرة الآن في ملعب الحوثي، وأسياده في طهران والعالم كله يتفرجون، فهل سيقبل بالمبادرة، أم أنه يزداد طمعًا ومراوغة، والنظام العالمي يشهد، ويسمع.
وختم حديثه: إن عاد الحوثي لقلب وطنه وأعين شعبه، فهو جزءٌ لا يتجزأ من التركيبة اليمنية، وإن عاند أكثر وطمع أن يكون حزب الله اللبناني الثاني، بأطماع هد وتخريب كل أركان الوطن اليمني، فالسعودية بقوتها ووعدها ستعود. واليوم السعودية أثبتت للعالم أنها لم تكن مشعلة حرب وأنها في كل توجهاتها تسعى للسلام، وكلنا ترقب، حتى لا يعود أمام الجاني عذر يمطمطه له الفارسي.