"الجبران": 200 مركز تغري الآباء بإعادة أبنائهم التوحديين من الخارج للتأهيل محليًا

محذرًا: "التوحد مرض يجهله الكثيرون رغم انتشاره بشكل كبير ومخيف"
"الجبران": 200 مركز تغري الآباء بإعادة أبنائهم التوحديين من الخارج للتأهيل محليًا
تم النشر في

أكد الدكتور منصور بن حسين الجبران المحاضر بجامعة الأصالة بالدمام أن الاهتمام برعاية مرضى التوحد في مناطق المملكة، بدا متزايدًا في الفترة الأخيرة، من خلال 200 جمعية تختص بالرعاية النهارية لمرض التوحد وغيره بالمجان، محذرًا في الوقت نفسه من تنامي هذا المرض عالميًا، وقال: "التوحد مرض يجهله الكثيرون في المجتمعات، على الرغم من انتشاره بشكل كبير ومخيف".

وتابع "كانت الدراسات العلمية تشير إلى وجود حالة مرض من بين كل 1000 شخص، أما الدراسات الصادرة من المؤسسات الصحية العالمية، فتشير إلى وجود حالة من بين 55 شخصًا، ودراسة أخرى من كوريا الجنوبية، تقول إن هناك حالة كل 38 شخصًا فقط، وهذه خطيرة ومخيف".

وأكد الجبران أن المملكة تبذل جهدًا كبيرًا لدعم مرضى التوحد، ومساندتهم في رحلة العلاج والتأهيل، وظهر هذا في احتفال مناطق المملكة باليوم العالمي للتوحد خلال شهر إبريل من كل عام، من أجل توعية المجتمع، وتوعية المرضى وذويهم. وعرّف الجبران التوحد بأنه "اضطراب في النمو، نتيجة خلل وظيفي في المخ والأعصاب، ويظهر في السنوات الأولى من عمر الطفل، وبعض الأسر تكتشف حالات التوحد في السنة الأولى، وأحيانًا بعد عشر سنوات، ويعود هذا إلى عدم معرفة الآباء بأعراض هذا المرض، فضلاً عن نقص التوعية بين أفراد المجتمع".

وأضاف: "في المملكة، توجد جمعيات تهتم كثيرًا بمرضى التوحد، مثل جمعية رعاية مرضى التوحد في الدمام، التي تدعم مرضى التوحد وتعمل على تأهيلهم بالمجان، وللأسف بعض الأسر تتجاهل هذه المراكز، وقد تلجأ إلى مراكز غير متخصصة، تستنزف أموالهم في علاج أبنائهم، والسبب في ذلك عدم إلمام الأسر بطبيعة هذا المرض، ويعتقدون أن مركزًا يمتلك العلاج، فيتجهون إليه".

ويرى "الجبران" جانبًا مشرقًا بين مرضى التوحد، ويقول: "على الرغم من خطورة المرض، إلا أننا نجد بعض الأطفال المصابين بهذا المرض، قد حققوا الكثير من الإنجازات، وأثبتوا أنفسهم في الكثير من المجالات، سواء في عالم المال والأعمال، أو في النواحي العلمية أو الأكاديمية، بفضل الله، ثم بفضل اهتمام ذويهم، في المقابل توجد أسر اتكالية، لا تمتلك التوعية، وترمي باللائمة على الآخرين في تراجع أبنائهم المصابين بهذا المرض".

وتابع الجبران: "تنتشر في المنطقة الشرقية، الكثير من مراكز تأهيل هذه الفئة، تحت إشراف وزارة العمل والخدمة الاجتماعية، وأرى أن هذه مراكز الشرقية تختلف عن بقية مناطق المملكة، بسبب الدعم الكبير الذي تحظى به، فضلاً عن توزيعها الجيد، لتغطي جميع محافظات ومدن الشرقية، لتقدم خدماتها للمرضى والتوعية لأسرهم"، مشيرًا إلى أن "الكثير من الأسر التي تؤهل أبناءها التوحديين في الخارج، بدأت تعيد أبناءهم إلى المملكة، لتلقي التأهيل في هذه المراكز، نظرًا لجودتها وتنوع خدماتها".

وبيّن الجبران علامات مرض التوحد، وقال: "هناك ثلاث علامات، الأول عدم وجود تواصل اجتماعي للطفل مع أقرانه، يبدو انطوائيًا، والثاني عدم القدرة على الكلام ونطق الكلمات مثل أقرانه، والثالث عدم قدرة الطفل على تركيز عينيه في عيني من يتحدث معه". وقال: "هذه العلامات، تصطحبها علامات أخرى، مثل كثرة الحركة، والانطواء، ورفرفة الطفل بيديه".

وكشف الجبران في محاضرة ألقاها في مجلس سالم بالحمر بالدمام الأسبوعي، عن قرارات وزارة العمل هذا العام، باستقبال الإعاقات المتوسطة والشديدة فقط، وقال: "الأطفال الذين يقل درجة ذكائهم عن 50 فما فوق، يتم قبولهم في مدارس التربية والتعليم، أما الأطفال الذين يقل ذكاؤهم عن هذه النسبة، يتم قبولهم في مراكز الرعاية النهارية، التي تشرف عليها الوزارة"، مشيرًا إلى أن الأطفال التوحديين يتلقون في هذه المراكز خدمات التوحد، وخدمات التأهيل الوظيفي، والعلاج السلوكي، وعلاج النطق والتخاطب، على ألا يزيد الفصل الواحد على خمسة طلاب".


أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org