
فور انتهاء صلاة الجمعة في مسجد آيا صوفيا، والتي أقيمت لأول مرة منذ أكثر من 80 عاماً، والتقاط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للصور واللقطات أثناء صلاته وقراءته للقرآن، توافد السائحين الأجانب إلى المسجد بملابس غير مناسبة، بعد أن عاد لاستقبالهم.
والتقطت عدسات الكاميرات عشرات الصور للسائحين الذين توافدوا إلى المسجد منذ الصباح الباكر، للتجول داخله، والتقاط الصور وسط اللوحات التي تمتلئ بها جدرانه، فيما تعالت أصوات الانتقادات من المغردين العرب والأتراك، الذين اعتبروا الأمر تدنيساً لقدسية المسجد، وتعدياً على حرمته؛ نظراً لملابس السائحين غير المناسبة.. متسائلين: هل هو مسجد أم متحف؟
واعتبر البعض أن الأمر لم يعدو كونه مسلسلاً تركياً من "أردوغان"؛ لكسب شريحة من الناخبين الإسلاميين قبيل الانتخابات الرئاسية، ودغدغة مشاعر الأنصار والمريدين، واللعب على أوتار الحمية الدينية، خاصة من المتيمين بالرئيس التركي من العرب، وبعد انتهاء المسلسل عادت الأمور لطبيعتها.
فيما رأى آخرون أن عودة السائحين لزيارة المسجد الذي كان متحفاً منذ عام 1935م بقرار من كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية التركية، ما هي إلا محاولة لامتصاص غضب العالم المسيحي الذي ندد بتحويل المسجد الذي كان في الأصل كاتدرائية بناها الإمبراطور البيزنطي جستينيان الأول، وظلت لقرون رمزاً للكنيسة الأرثوذكسية، ولعبت دور الكنيسة المركزية للإمبراطورية البيزنطية التي يُتوج فيها الأباطرة.
انتهت المسرحية التركية
وعلق المحلل السياسي صباح الخزاعي على صور توافد السائحين، بقوله: "ورجع (آيا صوفيا) كما كان، متحفٌ يزوره السياح، وانتهت مسرحية تحويله لمسجد بعد ان سوّقت إعلاميّاً عسى ان يتحسّن الاقتصاد المتهالك وترتفع شوية شعبيّة الرئيس أردوغان!".
ونشر المغرد مشعل الخالدي بعض صور توافد السائحين، وعلق قائلاً: "مشاهد عودة السياح إلى متحف آيا صوفيا بعد حجزه لعرض مسرحية (فتح القسطنطينية)".
فيما استنكر مغرد آخر التلاعب ببيت الله وتدنيسه، فقال: "لكل عاقل.. هل تنطبق مواصفات مجمع آيا صوفيا على المساجد التي يعبد فيها الله؟ الصبح متحف الظهر كنيسة العصر مسجد المغرب كنيس آخر الليل مطعم شاورما!".
واستنكر سعيد القاضي الأمر، الذي وصفه بالمسرحية الهزلية؛ إذ قال: "بعد انتهاء مسرحية آيا صوفيا الهزلية الذي رفع الستار عنها الجمعة الماضية.. عاد السياح لمتحف كنيسة آيا صوفيا".
بدوره، علق الإعلامي محمد الشقاء على الصور، بقوله: "بعد أن انتهت مسرحية أردوغان على بعض قطيعنا المنتمين للإسلام؛ عودة السياح مجدداً وبملابس عارية لما سمي بمسجد".