أكد خبير الصحة العامة استشاري طب الأسرة والمجتمع البروفيسور توفيق أحمد خوجة، أهمية تبني العالم نهج مستدام وشامل لإدارة الانبعاثات، وتفعيل التقنيات والحلول كالاقتصاد الدائري الكربوني، من أجل التصدي لتغير المناخ، واستدامة النمو الاقتصادي.
ونوه "خوجة" بأهمية اجتماع مجموعة الـ77 + الصين على مستوى السفراء، الذي عقد أمس بمقر الأمم المتحدة في نيويورك بعنوان (استخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه - التكنولوجيا الأساسية لتحقيق مسار عادل للطاقة إلى الأمام).
وتابع أن دور السعودية والتزامها واضح في العمل الدولي والتعاون لمكافحة التغير المناخي، وإيمانها بأهمية ذلك في تحقيق المستهدفات العالمية للتصدي إلى التحديات البيئية.
وأكد أن السعودية من أوائل الدول المهتمة بشأن ملف التغير المناخي، إذ يعد من أهم الملفات العالمية لكونه مرتبطًا بصحة الإنسان ، فتقلبات الطقس وتبدّلات الحرارة أمرٌ طبيعي مع اختلاف الفصول، لكن حين تزيد حدة هذه التغيرات وتصبح غير اعتيادية وطويلة الأمد تسمى هذه الظاهرة بالتغير المناخي، وذلك يؤدي بشكل عام، إلى ارتفاع في درجات الحرارة وتغيرات في نسبة هطول الأمطار وما يتبعها من نتائج كذوبان الجليد القطبي، وارتفاع مستوى سطح البحر، وفترات جفاف وعواصف شديدة القوة وكل ذلك ينعكس على صحة أفراد المجتمعات، وبالفعل بدأت هذه التأثيرات بالظهور حول العالم.
وأردف : من هنا تأتي أهمية مواجهة التحديات البيئية المتعلقة بالتغير المناخي من خلال اتخاذ الإجراءات المناسبة للحد من تفاقم هذه الأزمة والتكيف مع التأثيرات المستجدة للحفاظ على سلامة الإنسان وباقي المخلوقات على هذا الكوكب، إذ إن تبعات التغير المناخي لا تقتصر تبعاته على دولة فقط بل يشمل خريطة العالم أجمع.
وقال إن السعودية أولت التغير المناخي اهتمامًا كبيرًا، فلا ننسى المبادرة السعودية الخضراء التي تهدف لأن تكون خريطة طريق لحماية البيئة ومواجهة تحديات التغير المناخي، فتلك المبادرة تُسهم في تنمية الاقتصاد الأخضر، وتؤكد التزام السعودية بجهود الاستدامة الدولية، وتُسهم في زيادة قدرات المنطقة على حماية كوكب الأرض من خلال معالم واضحة تعمل على تحقيق جميع المستهدفات العالمية ، كما تدعم هذه المبادرة عمليات تنسيق الجهود بين المملكة وشركائها الإقليميين والدوليين من أجل نقل المعرفة وتبادل الخبرات، مما يُسهم في تحقيق انخفاض كبير في الانبعاثات الكربونية العالمية، بالإضافة إلى تنفيذ أكبر برنامج إعادة تشجير في العالم.
وبيّن "خوجة" أن جميع التقارير العلمية والبيئية العالمية أثبتت إن الإنسان هو المسبب الرئيس للتغير المناخي، حيث إن نشاطات الإنسان المضرة بالبيئة تؤدي إلى زيادة نسبة الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، وبالتالي زيادة الاحتباس الحراري مما يؤدي إلى زيادة درجة حرارة الأرض ، ومن هذه النشاطات إحراق الوقود، وعمليات التبريد، وعمليات الإنتاج، والعمليات الصناعية والكيميائية.