حصل أستاذ الفيزياء المشارك بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالله بن ناصر العضيب، على براءة اختراع أمريكية في مجال الحساسات "الميكرومترية"، حيث قُدم هذا الاختراع طريقة لاستخلاص الأشعة في النطاق غير المرئي من الشمس.
وكشف الدكتور عبدالله العضيب في أثناء لقائه بقناة "الإخبارية" عن فكرة هذا الاختراع، مشيراً أنه يعتمد على "التحليل الطيفي"، وهو طريقة من التحاليل التي تستخدم بشكل شائع للكشف عن طبيعة المواد وتستخدم في التطبيقات الكيمائية البيولوجية والحيوية وتم حديثاً ربطها مع الحساسات (أجهزة الاستشعار الميكرومترية)، حيث تم استخدام نوع من أنواع الليزر وهو ليزر التتابع الكمي ويعتبر هذا الليزر مكلفًا ويستهلك كمية طاقة عالية في طريقة لتقليل التكلفة وأيضاً لاستخدامه في المناطق النائية للرصد المستمر، فجاءت فكرة استخدام أشعة الشمس للحصول على أشعة تحت الحمراء والاستخدام مباشرة في أجهزة الاستشعار، وهذه الفكرة تمت للحصول على أشعة تحت الحمراء من خلال أشعة الشمس.
وأضاف: "ما يميز هذا الاختراع أنه يعمل على الحصول على مصدر للأشعة تحت الحمراء بطريقة غير مكلفة باستخدام بعض الفلاتر "محزوز الحيود" تسمح باستخدام هذه التقنية في المناطق النائية، حيث إن هذة التقنية تستخدم للكشف عن المعادن الثقيلة".
وعن الطريقة التي يتم الكشف بواسطتها عن هذه المواد بالتحليل الطيفي قال "العضيب": "يتم وضع الجزيئات على سطح جهاز الاستشعار، فهذه الجزيئات تمتص الطاقة القادمة من الأشعة تحت الحمراء ويحدث لها اهتزازات، وهذه الاهتزازات تطلق حرارة وهذه الحرارة يحولها جهاز الاستشعار إلى إشارة، فكل جزيء يعطي إشارة مختلفة "كبصمة لكل جزيء"، وتم استخدامه للكشف عن المواد الكيمائية الخطرة وأعطتنا بصمة لكل مادة كيمائية".
وشكر "العضيب" جامعة الملك سعود ممثلة بوكالة الجامعة للدراسات العليا للبحث العلمي، وكذلك كلية العلوم وقسم الفيزياء والفلك على الدعم من معهد الملك عبدالله لتقنية النانو، مؤكداً أنهم الآن يعملون على رسم خطة لتأسيس مختبر للحساسات بالمملكة وفق قياسات عالمية نظراً لوجود كفاءات من مختلف الكليات لتوطين التقنية.
واستعرض التعاون المشترك بين معهد الملك عبدالله وكلية العلوم مع وزارة الداخلية في تطبيقات النانو، مشيراً إلى أن هذا المشروع سيساهم في تطوير وتوطين إجراء البحوث في تطبيقات تقنية النانو من خلال إعداد وتأهيل الكوادر العلمية المتخصصة، كما يهدف إلى تحقيق رؤية المملكة 2030، ويشارك في نشر وتوعية المجتمع بهذه التقنية والمساهمة في نقل اقتصاديات الوطن العربي والإسلامي إلى مصاف الدول المتقدمة.
الجدير بالذكر أن السفير الأمريكي بالمملكة "جون آبي زد" كان قد هنأ مخترع الحساسات "الميكرومترية" الدكتور عبدالله العضيب بمناسبة اختياره ضمن الباحثين المشاركين في برنامج "فولبرايت"، وهو برنامج أمريكي للتبادل الثقافي والأكاديمي بين الباحثين من جميع أنحاء العالم والجامعات الأمريكية.
وتم اختيار "العضيب" للعمل مع مختبر حساسات في جامعة نيويورك الأمريكية، وكانت تجربة مفيدة لديه، حيث عمل مع مختصين في هذا المجال، وتم نقل خبرته من خلال هذه التجربة للعمل في مختبر الحساسات الموجودة في جامعة الملك سعود بالرياض.
وحصل على ثلاثة أبحاث نشرت في مجلات علمية متقدمة، وأيضاً هذه التجربة ساهمت في الربط بين مختبر حساسات في جامعة الملك سعود الذي يعمل فيه كفاءات من مختلف الكليات "كلية العلوم وكلية العلوم الطبية التطبيقية وكلية الهندسة" مع مختبر حساسات بالجامعة الأمريكية، والآن يوجد عمل مشترك قائم وفيه تطبيقات متعددة تطبيقات حيوية للكشف عن الأحماض النووية بالفيروسات والكشف عن المعادن الثقيلة والكشف عن البكتيريا والكشف عن تطبيقات عديدة.
واستطاع المخترع السعودي الدكتور عبدالله العضيب التغلب على كل التحديات التي واجهته، والتي تمثلت في صعوبة في إجراء التجارب لظروف معينة، قبل أن يحفر اسمه كباحث سعودي ضمن قائمة أبرز المختصين في الفيزياء النووية.