تُعتبر منطقة قباء منطقة ذات تراث إسلامي خاص؛ لذا يحرص زائر المدينة المنورة والباحث عن معالمها وفضائلها على زيارتها مباشرة بعد أداء عباداته ونسكه في المسجد النبوي؛ وذلك لوجود مسجد قباء بها الذي يعتبر أول مسجد بُني في المدينة المنورة، وأكبر مساجدها بعد المسجد النبوي.
وتتميز منطقة قباء بوفرة مزارع النخيل، ومزارع الحمضيات والعنب والفواكه والخضار، وتتمتع بالهواء النقي، والجو المعتدل.
يقول المهندس حسان طاهر، المدير التنفيذي لمتحف دار المدينة المنورة: إن مسجد قباء هو أول المساجد التي بُنيت في الإسلام، ويقع في الجنوب الغربي من المدينة المنورة، على بعد خمسة كيلومترات تقريبًا من المسجد النبوي الشريف، وخطَّه النبي -صلى الله عليه وسلم- بيده الشريفة عندما وصل إلى قباء مهاجرًا من مكة المكرمة، وشارك في بنائه مع الصحابة الكرام قبل أن يكملوه -رضوان الله عليهم-.
وأفاد طاهر بأن المسلمين اهتموا بمسجد قباء، واعتنوا به عناية بالغة، فجدده سيدنا عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، ثم عمَّره سيدنا عمر بن عبد العزيز، وجعل له رحبة وأروقة ومئذنة، وتوالى اهتمام الحكام والسلاطين على مَرّ التاريخ حتى تُوج المسجد بعمارة ضخمة، وخدمات متكاملة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز -رحمه الله-.
وأضاف المهندس طاهر: "قباء" أصله اسم بئر، عُرفت القرية بها، وهي مساكن بني عمرو بن عوف، وسمى المسجد بمسجد قباء نسبة إلى ذلك. وقد تشرف مسجد قباء بفضل عظيم؛ فقد ورد فيه قول النبي -صلى الله عليه وسلم- "من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء وصلى فيه كان له كأجر عمرة". كما ورد في صحيح البخاري وصحيح مسلم أن النبي كان يأتي مسجد قباء كل سبت ماشيًا وراكبًا، فيصلي فيه ركعتين.
وبيّن طاهر أن مسجد قباء يقع حاليًا على مساحة أرض 13500 متر مربع، ومساحة مبانٍ 5860 مترًا مربعًا، ويطيب لزائره الآن أن لا يحمل همّ أوقات الزيارة؛ وذلك بعد توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- بفتح المسجد على مدار الساعة طيلة أيام الأسبوع تيسيرًا للمصلين والزائرين.